صحةُ الفهم وحسنُ القصد نعمتان عظيمتان!

قال ابن القيم رحمه الله تعالى، في إعلام الموقعين عن رب العالمين، ص ٦٦ ، نشرة دار طيبة:

“صحة الفهم وحسن القصد من أعظم نِعم اللَّه التي أنعم بها على عبده، بل ما أُعطيَ عبدٌ عطاءً بعد الإسلام أفضل ولا أجلَّ منهما، بل هما ساقا الإسلام، وقيامُه عليهما، وبهما بايَنَ العبدُ طريقَ المغضوب عليهم الذين فسد قصدهم، وطريقَ الضَّالين الذين فسدت فهومهم، ويصير من المُنْعَم عليهم الذين حَسُنت أفهامهم وقصودهم، وهم أهل الصراط المستقيم، الذين أُمرنا أن نسأل اللَّه أن يهدينا صراطهم في كل صلاة.

وصحة الفهم نورٌ يقذفه اللَّه في قلب العبد، يميز به بين الصحيح والفاسد، والحق والباطل، والهُدى والضلال، والغي والرشاد، ويمده حسن القصد، وتحري الحق، وتقوى الرب في السر والعلانية، ويقطع مادته اتباع الهوى، وإيثار الدنيا، وطلب محمدة الخلق، وترك التقوى”

قلتُ (هاني):

و هاتان النعمتان العظيمتان يحمدهما المرء عندما ينظر في أطوار نفسه، فمن حُرم منهما ثم رُزقهما، يعلم حق نعمة الهداية إليهما، و يسعى في تثبيت نعمة الله عليه بمزيد شكره و العمل في مرضاته، و اجتناب سخطه.

و كذلك تعظم هاتان النعمتان في عين الموفق لهما عندما يرى من حُرم منهما، ويرى تخبط المحروم منهما في ضلالات الفهم و فساد القصد، حتى تشحط بينهن قتيلاً، صريعاً لهوى النفس و الشيطان.

و علامو صحة الفهم هو أن يفهم عن الله و رسوله مرادهما دون إفراط و لا تفريط، و أن يوافق فهمه ما عليه مجموع سلف الأمة، و أن يتبع و لا يبتدع.

و علامة حسن القصد أن يحب ظهور الحق و صلاح الخلق، و أن يحرص على ما ينفعه، و يعمل في رفع الجهل عن نفسه، و يكون من الناصحين لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، لا يحمل في قلبه غلاً على أحد منهم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s