من طلبة العلم من هو مثل النحلة ؛ يسلك سبل العلم بأذن ربه ، يطوف على أزهار العلم يرتشف من طيب رحيقها ، فيحمل ما ينفعه و يترك ما يضره و يتخير من بين الازهار أزكاها ، رجله في الثرى و هامته عند الثريا ، وهذا يُرجى منه الخير لنفسه و للناس.
ومن أشباه طلبة العلم من هو مثل الذبابة ؛ لا يقع إلا علي القذر ، يطوف في بساتين العلم و لا تجده إلا على الروث ؛ يسب فلان و يجرح علان و يبحث في سقطات الخلق و هفوات الناس ؛ دينه و ديدنه المعارك ؛ لا تجده إلا عند عصبية ؛ فعندها يجد مبتغاه فيعشش و يبيض ، وهذا المنكوس مفتاح للشر مغلاق للخير و لا يرجى صلاحه بل فساده في نفسه و إفساده للخلق أقرب.
والله المستعان.
هاني حلمي