نظرة في منهج المنتسبين للعلم في التعامل مع مسألة إبطال وقوع الطلاق الشفهي في مصر!

وجدتهم أصنافاً ثلاثة:

يجمعهم قول الشيخ عبد الرحمن المعلمي اليماني رحمه الله تعالى، في كتاب القائد إلى تصحيح العقائد:

“… ومن المنتسبين إلى العلم من يهوى ما يعجب الأغنياء وأهل الدنيا، أو ما يُعجب العامة ليكون له جاهاً عندهم وتقبل عليه الدنيا.
فما ظهرت بدعة، وهويها الرؤساء والأغنياء وأتباعهم إلا هويها وانتصر لها جمع من  المنتسبين إلى العلم، ولعل كثيراً ممن يخالفها إنما الباعث لهم عن مخالفتها هوى آخر وافق الحق!! فأما من لا يكون له هوى إلا إتباع الحق فقليل، ولا سيما في الأزمنة المتأخرة،…”

خلاصة الأصناف الثلاثة :

الأول: و هو من لم يكن له هوى إلا اتباع الحق، و هذا “مجتهدٌ قد اتقى الله ما استطاع وهو مثاب على اجتهاده وتقواه مغفور له خطؤه” ، فله أجر الاجتهاد و إن أخطأ كما ورد بالحديث.

الثاني: من يهوى ما يعجب الأغنياء وأهل الدنيا، أو ما يُعجب العامة ليكون له جاهاً عندهم وتقبل عليه الدنيا، و من كان هذا حاله فليُبشر بجهنم، يُسحب فيها على وجهه كما ورد بالحديث.

الثالث: من يخالف الثاني، حباً للظهور عليه أو لهوى مخالفته، أو ليظهر بمظهر المُعارض المُصلح، أو بغضاً لأهل الرئاسة الذين ارتضوا القول المخالف، و الأهواء كثيره،…، المهم أنه قال بالحق موافقة للهوى و ليس انتصاراً للحق، فهذا حاله و مآله قريب من الثاني و لا يغني عنه موافقته الحق شيئاً.

و لا أقطع بدخول أحد بعينه في صنف من الأصناف الثلاثة، و الله عز و جل يتولى السرائر، و من نظر في ما كتبه هؤلاء و هؤلاء، و أصول كل منهما و كيفية تعامله مع الأدلة، سيعلم معنى ما تقدم، و الله أسأل أن يقينا مُضلات الفتن و غلبة الأهواء، فإن الهوى داءٌ مُهلك.

و لم أذكر المقلدين الذين لم ينظروا في الأدلة، و الذين يختارون بين أقوال الناس بالأراء و ما تهوى الأنفس، فهولاء هَمل.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s