قال ابن الجوزي رحمه الله عن ابن الريوندي الملحد :
” فيه هذيان باردٌ لا يتعلق بشُبهة!!”
قلتُ(هاني) :
و هذا من دقيق الوصف الذي لا يحسنه إلا العالم الذي يفرق بين الضال بالشبهة و الهاذي المتعالم، فلكل منهما مقام معلوم، و الإنصاف يقتضي مراعاة تلك الفروق في مخاطبة المنحرفين عن الحق و الترجمة لهم و الكلام فيهم.
فصاحب الشبهة على عين بصيرته غشاوة لا تنجلي إلا بنور العلم إذا وافق هداية التوفيق من الله، فحق من هذا حاله الرفق به في الغالب، واستخدام الشدة للتخويف من عاقبة الشبهات إذا لزم الأمر.
أما الهاذي المتعالم ، دون تعلق بشبهة، فهذا قد ذهب ماء عين بصيرته، فلا ينفع معه دواء، و إن كان من أذكى الناس ، فلا حيلة معه.
و قد ختم الذهبي في السير ترجمة ابن الريوندي بقوله:
” لعن اللهُ الذكاءَ بلا إيمان ، ورضي الله عن البلادة مع التقوى”!!