إن شيطان الغفلة الجاثم على القلب قد يذهب بالمرء كل مذهب، فيتمادى مع شهواته، و يضع رزق الله في سخطه، حتى يألف المعصية و يعتادها قلبه و نظره، و هو مع ذلك يصلي و يصوم و يحج، و لا يرى في ما اعتاده بأساً!
إن مما يُفزع القلوب الحية، أن يقبض الله مسلماً في ملهى ليلي محاطاً بالعريا و العاهرات و الكفار من كل جنس، بينما تدار من حوله كؤوس الخمر، و تعزف الموسيقى، ابتهاجاً بعام صليبي جديد، بل و يصحب زوجته و بناته للفُرجه!
و في مهامه الغفلة قد يصيب المرء ما لم يكن يحتسبه و لا خطر بقلبه، فيأتيه أمر الله لا يُنظره طرفة عين، فكيف و أنت تُقبض روحك و بصرك ربما كان معلقاً بصدر عارٍ، و سمعك في لغو باطل، و فؤادك في غفلة مطبقة…
يجب أن لا يغيب الموت عن قلب المؤمن، و يجب أن يكون دائم المحاسبة لنفسه، مكثراً من تأنيبها، فيقول لنفسه ماذا لو قبضني الله و أنا في هذا المكان بين هؤلاء! ما عذري عند ربي! كيف ألقى الله بهذا!
و لعل من حكمة الله إخفاء ساعة الأجل أن تكون القلوب وجلة خائفة من ميتة السوء، و هذا الخوف ينجيك حين تميل بك سفينتك للغرق في الشهوات، هذا الخوف هو طوق النجاة إلى شاطئ السلامة.
و معاذ الله أن أشمت في قتل مسلم، و إن كان مقيماً على كبيرة، فإن الشهوات يرجى التوبة منها بإذن الله.
فكلامي هنا عبرة للأحياء و ليس شماتة في الأموات، أعاذني الله و إياكم من سوء الفهم و فساد القصد.
رحم الله المسلمين و تجاوز عنا و عنهم، فقد أفضوا إلي ما قدموا و حسابنا و حسابهم على الله.
و نسأل الله لنا و لهم السلامة و العافية.
هاني حلمي
2017/01/07 ، صفحة الواجوه (facebook)