و في مذبحة استانبول عبرة…!

إن شيطان الغفلة الجاثم على القلب قد يذهب بالمرء كل مذهب، فيتمادى مع شهواته، و يضع رزق الله في سخطه، حتى يألف المعصية و يعتادها قلبه و نظره، و هو مع ذلك يصلي و يصوم و يحج، و لا يرى في ما اعتاده بأساً!

إن مما يُفزع القلوب الحية، أن يقبض الله مسلماً في ملهى ليلي محاطاً بالعريا و العاهرات و الكفار من كل جنس، بينما تدار من حوله كؤوس الخمر، و تعزف الموسيقى، ابتهاجاً بعام صليبي جديد، بل و يصحب زوجته و بناته للفُرجه!

و في مهامه الغفلة قد يصيب المرء ما لم يكن يحتسبه و لا خطر بقلبه، فيأتيه أمر الله لا يُنظره طرفة عين، فكيف و أنت تُقبض روحك و بصرك ربما كان معلقاً بصدر عارٍ، و سمعك في لغو باطل، و فؤادك في غفلة مطبقة…

يجب أن لا يغيب الموت عن قلب المؤمن، و يجب أن يكون دائم المحاسبة لنفسه، مكثراً من تأنيبها، فيقول لنفسه ماذا لو قبضني الله و أنا في هذا المكان بين هؤلاء! ما عذري عند ربي! كيف ألقى الله بهذا!

و لعل من حكمة الله إخفاء ساعة الأجل أن تكون القلوب وجلة خائفة من ميتة السوء، و هذا الخوف ينجيك حين تميل بك سفينتك للغرق في الشهوات، هذا الخوف هو طوق النجاة إلى شاطئ السلامة.

و معاذ الله أن أشمت في قتل مسلم، و إن كان مقيماً على كبيرة، فإن الشهوات يرجى التوبة منها بإذن الله.

فكلامي هنا عبرة للأحياء و ليس شماتة في الأموات، أعاذني الله و إياكم من سوء الفهم و فساد القصد.

رحم الله المسلمين و تجاوز عنا و عنهم، فقد أفضوا إلي ما قدموا و حسابنا و حسابهم على الله.

و نسأل الله لنا و لهم السلامة و العافية.

هاني حلمي

2017/01/07 ، صفحة الواجوه (facebook)

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s