هذه كلمةٌ كنتُ قد كتبتها لأحد الأخوة، ووجدتها ضمن أرشيف قصاصاتي، و لا أذكر السؤال و لا السائل، و لعل الله ينفع بها ، قلتُ مستعيناً بالله:
ليس هناك منهج معتمد ، من حازه وصل و من تركه انقطع ، و لكن هناك حد أدنى من المعرفة بمسائل العلم و ليس هناك حد أعلى.
في البداية : يجب تحصيل و صف عام لمسائل العلم، فأي شرح لورقات الجويني سيكون جيداً في هذه المرحلة ، و أنصح بشرح الشيخ عبد الله الفوزان ، مع قراءة شيء من تاريخ علم أصول الفقه (هناك باب في هذا الموضوع في أواخر مقدمة بن خلدون)
ثم طريق الترقي في هذا العلم يجب أن ينطلق من أصول:
– غاية هذا العلم فهم مراد الله و رسوله و تمييز الحق من الباطل فيما يتعلق بالادلة و طرق الاستدلال.
– يجب تصفية هذا العلم من لوثات المتكلمين و من المسائل التي ليس عليها عمل ولا طائل من الإطالة فيها.
– تمييز ما اجتمع عليه أهل السنة و الجماعة و معرفة طريقتهم في الفهم و الاستنباط و مراتب الأدلة عندهم.
ثم ستجد الحاجة ماسة إلى التمكن في العقيدة ( خاصة نقض عقيدة الأشاعرة و المعتزلة )
و ستجد حاجة ماسة إلى اللغة ( فقه اللغة ، و النحو ، و الصرف ، و معاني الحروف و الادوات من عموم و خصوص و حصر …) فستعرج عليهما حتماً ، ثم تعود للأصول و مسائلها …
و الحاجة إلى الاستزادة تختلف باختلاف القصد و انشراح الصدر، فطالب يكفيه تعريف النسخ مثلاً، و أخر يريد أن يقف على الخلاف في النسخ و أثره بين المتقدمين و المتاخرين و معرفة المضيق له و المتوسع فيه ..و هكذا.
و لا تجعل قيود التدرج تحد من شغفك للعلم ، فيمكنك و أنت تقرأ مسألة مثلاً في الورقات عن الحقيقة والمجاز، أن تطوف على المسألة في كتب اللغة و العقيدة تراجع مذاهب اهل العلم فيها ، و هكذا تثبت قدمك.
مسألة تجر مسألة و كتاب يجر كتاب ، و هي رحلة شاقة و ممتعة ، ترجو فيها السداد من الله، و تذكّر عند كل بداية و نهاية مقصدك ، و تجدد نيتك و تستعين بالله على ما هو آت.
و من الكتب المفيدة التي فيها نفسٌ سني:
– الرسالة للشافعي ، تحقيق أحمد شاكر.
– الفقيه و المتفقه ، الخطيب البغدادي
– أعلام الموقعين ، ابن القيم
– إرشاد الفحول، الشوكاني
– روضة الناظر ، المقدسي.
– مذكرة الأصول ، الشنقيطي
– قواطع الأدلة ، السمعاني
– مختصر التحرير شرح الكوكب المنير ، ابن النجار الفتوحي.
– معالم أصول الفقه عند أهل السنة و الجماعة ، الجيزاني.
– شرح الورقات ، عبد الله الفوزان.
– شرح الورقات ، أحمد محمد صادق النجار ، و هو تنبيه على المخالفات التي لها أصول عقدية عند الجويني.
– أصول الفقه على منهج أهل الحديث ، غلام الباكستاني، فيه جمع حسن لبعض القواعد.
– التأسيس في أصول الفقه ، الشيخ مصطفى سلامة.
و لو طالعت الإحكام لابن دقيق العيد ، فهو بمثابة شرح أصولي لأحاديث الأحكام ، و قد استفدت منه كثيراً.
ثم يمكنك النظر في أمهات كتب الأصول بعد معرفة معالم منهج أهل السنة ، و الله المستعان.
و يجدر التنبية “فإن من طبيعة علم الأصول خصوصاً حاجته لمعلم عند التعلم” ،كما قال الشيخ سعد الشثري في مقدمة تحقيق إرشاد الفحول.
هاني حلمي