من ثمرات القراءة في أمهات كتب التفسير و شروح الحديث: التنبيه على مهمات العلوم و مباحثها الأصيلة المفيدة و تمييزها عن الفروع والاستطراد غير المفيد في المسائل طويلة الذيل قليلة النيل.
فإن التفسير و شروح الحديث هما التطبيق العملي لكافة علوم الشريعة ، فيُظهر لك عند التطبيق أصول العلوم من مُلحها.
مثال ذلك:
من أصول الفقه: سترى أهمية مباحث دلالات الالفاظ و التراكيب على المعاني و الأحكام، و كذلك مباحث العموم و الخصوص و المطلق و المقيد… و أن الاهتمام بهم أولى من كثير من المباحث الاصولية التي لا طائل من وراءها.
و من النحو: ستدرك أهمية باب المنصوبات في النحو على وجه الخصوص، و دلالات الإعراب على المعاني، و معاني الحروف.
و من البلاغة: أبواب الحذف و التقديم و التأخير.
هذه أمثلة تنبه اللبيب على المقصود.
والعمر قصير و العلوم كثيرة متشعبة، فيجب الانتباه لزبدتها و أصولها و عدم الاسترسال في ما لا طائل من وراءه.
و أعلى مراتب العلوم هو ما أفادك علماً بالله و فهماً لكتابه و سنة رسوله و رفع همتك للعمل بهما، و ما وراء ذلك من العلوم إلا ترفاً فكرياً، إن كان لا يضر فهو لا ينفع.
و إن كان ما لاينفعك هو يضرك على الحقيقة، إذ زاحم ما هو أولى منه و شغل قلبك به، و فوت عليك حظوظك من فرصة دخولك في ” أولئك ” من قوله تعالى:
{وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا} [النساء : 69]
و الله المستعان،
هاني حلمي