ما بين العالمِ و الجاهل…!

العالمُ: يُعظمُ الأدلة (الموافقة للحق)، فنور الأدلة يحجب في عينيه ظلال الأشخاص…
الجاهلُ: يُعظمُ الأشخاص (الموافقة لرأيه)، فظلال الأشخاص تحجب في عينيه نور الأدلة…

العالمُ: يقول هذا دليل معتبر في (ثبوته و دلالته)، بغض النظر عن شخص قائله…
الجاهلُ: يقول ذلك شخص معتبر في (شهادته و شهرته)، بغض النظر عن دليله…

العالمُ: يعرضُ أقوال الناس على الكتاب و السُنة، و يوافقُ من وافق أقربها للحق…
الجاهل: يعرضُ أقوال الناس على عقله و ذوقه، و ما وافقهما فهو الحق…

العالمُ: له أجر إن اجتهد و أخطأ، لأنه فعل ما في وسعه…
الجاهلُ: عليه وزر الخطأ، إن قصر في طلب الحق…

لم يناقشني أحدٌ في (الأدلة) إلا جلّ في عيني و وضعته فوق رأسي، و أصغيتُ له رضاً بما يطلب…

و ما ناقشني أحدٌ في (الأشخاص) إلا سقط من عيني و لم تتماسك كلماته في أُذني…

جعل الله على الحق (أدلة)، أما (الأشخاص) فيصيبون و يخطئون، و إنما حُمدت الأشخاص بموافقة الأدلة و صحيح دلالاتها.

و قد يخطئ العالم جهلاً أو ظلماً (فتنة له و للناس) ، و قد يُصيب الجاهل الحق اتفاقاً (فتنة له و للناس).

فأول الأمر و أخره: هو الأدلة و دلالتها و إيثار اتباعها و الخلاص من سلطان الأشخاص.

و قد يجتمع في الشخص الواحد علمٌ و جهل، و يُحكم له بما غلب عليه منهما.

فتأمل!

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s