مصرُ بين ركود سوق الدين و نفوق سوق الإعلام!

من وظيفة أهل العلم الربانيين:

– ربط قلوب الناس بالله عز و جل، فيعلمونهم التوكل عليه، و الاستعانة به، و الإنابة إليه، و رجاء فضله و ثوابه، و الخوف من عقوبته و عذابه.

– تعليم الناس الأخذ بالأسباب الشرعية في حصول مطلوبهم و دفع مكروههم، فيعلمونهم الإيمان و التقوى و الصبر و العفة، و الأمانة.

و بذلك تصلح دنيا الناس و آخرتهم، و تطيبُ الحياة.

و لكن الذي أراه أن أهل العلم الربانيين قليلٌ أثرهم، صوتهم ضائع مخنوق في حناجرهم، لا يسعى إليهم إلا طالب علم، أما السواد الأعظم، فلا يصل إليهم من دين الله إلا ما يلقيه إليهم سماسرة الإلحاد و تُجار الدين = الإعلام بكافة أشكاله.

و قد نجح هذا الأعلام الخبيث في شغل الناس بأمور خلافية جدلية، و إغراقهم في حيرة و سفسطة، و زعزع ثوابت الدين في القلوب، و أفسد ما بقي من الفطر السليمة.

و أغلب ما يبثُ الإعلام منسوباً للدين ما هو إلا قليل من الحق مختلطٌ بكثير من الشبهات و الأباطيل ، على لسان كل شاذ بشهادة أو بدون شهادة! لم يعد للفرق معنى، إنما الشذوذ هو معيار الظهور على الشاشات!

و ما يبثه الإعلام من أمور الدنيا دائر ما بين اليأس العقيم و الإنجاز الكاذب، فإن الإعلام سوق الغلو و التطرف على الحقيقة.

و يتلقفُ كل مستمع من كل كلام ما يناسب غرضه و ما يلائم مرضه، فتختلف قلوب الناس و تتنافر و تتحزب، فينتقل ذلك إلى مجالسهم و أعمالهم و بيوتهم…فتضيع قوتهم و تذهب أعمارهم في باطل لا ينقشع.

لذلك فإن جهود الإصلاح في مصر لن تؤتي ثمارها إلا بالبدء بإصلاح مهنة الإعلام، التي أصبحت مهنة كل شاذ الرأي ساقط العدالة مخدوش الديانة.

ماذا لو بث الإعلام في الناس أصول الدين المُحكمة و الأخبار الصادقة، هل كان هذا حالنا! لكننا نهدم وطننا بأيدينا و بألسنتنا!

إن عدو المصريين الأول من أنفسهم هو إعلامهم.

هاني

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s