إلى الساخطين على السيسي ولي أمر المصريين…!

كتبتُ هذه الكلمة على الواجوه (فيس بوك) في 31 أكتوبر 2016 ، و ذلك قُبيل اليوم المحدد للدعوة لثورة جديدة! في 11\11 من نفس العام:

“…..إلى الساخطين على السيسي ولي أمر المصريين:

روى البخاري رحمه الله في صحيحه – الذي يجدونه في صدورهم – من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ… [و ذكر منهم]: وَرَجُلٌ بَايَعَ إِمَامًا لَا يُبَايِعُهُ إِلَّا لِدُنْيَا فَإِنْ أَعْطَاهُ مِنْهَا رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطِهِ مِنْهَا سَخِطَ “

فإن قال الساخط: أنا لم أبايعه، قلنا له:

روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر، قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

“مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً”

فإن قال بيعتي للمسجون محمد مرسي، قلنا له:

البيعة تكون لمن غلب و تمكّن و خضعت له البلاد و استقرت، فهذا من تكون له السمع و الطاعة المأمور بها:

و كان ابن عمر يقول:

“لا أقاتل في الفتنة وأصلي وراء من غلب” ،

و الصلاة وراء الإمام [الحاكم] أو من ينوب عنه في معنى البيعة و السمع و الطاعة.

و لا تكون البيعة لمسجون لا يملك أمر نفسه، فضلاً عن أمر غيره! فضلاً عن أن بيعتك من عدمها لا تغير شيئاً من الواقع ، إذ أنا و أنت تبعٌ لما استقر عليه أهل الحل و العقد من أهل الشوكة في البلاد ، و إلا صارت الأمور فوضي و استقل كل جماعة برئيس، و هذا مما يأباه الشرع و العقل.

فأين تذهب يا مسكين!

فإن قلت: ماذا أفعل، قلنا لك:

روى مسلم في صحيحة عن ابن عباس يرويه، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ “

فهذا أمرٌ مطلق مؤكد باللام ، يفيد وجوب الصبر ، و زاد من تغليظ هذا الأمر و تأكيده الوعيد على ترك الصبر و مفارقة الجماعة بمشابهته بموتى كفار الجاهلية، تغليظاً لمعصيته.

فاصبر صبر المؤمنين و احتسب أجرك عند الله، و إلا ستصبر صبر البهائم و عليك الوزر يوم القيامة غداً.” انتهى

و قد أثار هذا المنشور الكثير من التعليقات ما بين مؤيد و معارض، و ما بين شاتم و سائل، و ها هنا بعض الأسئلة و الشبهات التي أجبت عنها في التعليقات، تتميماً للفائدة، و قد نقلتها بنصها و عُجرها و بُجرها:

قال أحدهم:

“ما ضر الاسلام شيء الا علماء السؤ الذين يلبسون الباطل ثوب الحق ويطوعون الناس للطواغيت تدينا وحسبة اعوذ بالله من امثالك واعوذ بالله ان يكون ما ذكرت دينا
ثبت العرش ثم انقش طاغوت فاجر يعادي الاسلام والمسلمين وقد صرح بهذا صراحة ثم تدعي انه حاكم متغلب نعوذ بالله من الخذلان”

فقلتُ (هاني):

يلزم من كلامك أن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كان يُعبد الناس للطواغيت و كان عالم سوء، حيث قال في أصول السنة :

(وَالسَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِلْأَئِمَّةِ وَأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ البَـرِّ وَالْفَاجِرِ، وَمَنْ وَلِيَ اَلْخِلَافَةَ، وَاجْتَمَعَ اَلنَّاسُ عَلَيْهِ، وَرَضُوا بِهِ، وَمَنْ عَلَيْهِمْ بِالسَّيْفِ حَتَّى
صَارَ خَلِيفَةً، وَسُمِّيَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ…

وَمَنْ خَرَجَ عَلَى إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ اَلْمُسْلِمِينَ وَقَدْ كَانَ اَلنَّاسُ اِجْتَمَعُوا عَلَيْهِ وَأَقَرُّوا لَهُ بِالْخِلَافَةِ، بِأَيِّ وَجْهٍ كَانَ، بِالرِّضَا أَوْ بِالْغَلَبَةِ – فَقَدْ شَقَّ هَذَا اَلْخَارِجُ عَصَا اَلْمُسْلِمِينَ، وَخَالَفَ اَلْآثَارَ عَنْ رَسُولِ اَللَّهِ: فَإِنْ مَاتَ اَلْخَارِجُ عَلَيْهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً. )

و علق أخر قائلاً:

“ههههه والله عجب ، سؤال بسيط بس هو السيسي مسلم”

فقلتُ (هاني):

لم أرى منه “كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان” ، كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و الأصل في من أظهر الأسلام و صلى إلى قبلة المسلمين أنه مسلم، ما لم يفعل أو يقول ما يخرجه من الإسلام بالبرهان الساطع.
أما التكفير بالهوى و التشهي فهو دين الخوارج، و أحسبك أعقل من هذا.

و علق أخر قائلاً:

“طيب لية مطبقناش الكلام الحسن دة على الريس محمد حسنى مبارك الا حارب فى اكتوبروكان من اركان الجيش يا ناس تعبتونا اتقوا الله”

فقلتُ (هاني):

لقد دعوت بالسمع و الطاعة لمحمد حسني مبارك و لم أخرج عليه حتى تنحى. (لم أثور و لم أتظاهر)
و لقد دعوت بالسمع و الطاعة لمحمد مرسي و لم أخرج عليه حتى غُلب على أمره. (لم أثور و لم أتظاهر)
و الآن أدعو بالسمع و الطاعةو الصبر على الرئيس السيسي و عدم الخروج عليه. (لن أثور و لن أتظاهر)

حسابي على ربي، و حسابهم على الله.

سيحاسبني الله عن ما استرعاني من وجوب الصبر و السمع و الطاعة.
و سيحاسبهم الله عن ما استرعاهم من العدل في الرعية و إصلاح شئونهم.
{كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}

و علق أخر قائلاً:

“إذا لو اصبحنا ووجدنا مثلا وزير الدفاع قد اتي بدباباته وعتاده ونحي السيسي وقتل بعض من مؤيديه ليستتب له الامر واصبحت الغلبه له فهل له علي حق السمع والطاعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟”

فقلتُ (هاني):

نعم، لو كان مسلماً و تغلب و دانت له البلاد و لم يمكن عزله إلا في أنهارٍ من الدماء، وجبت مبايعته و السمع و الطاعة له، تغليباً لمصلحة الإجتماع على مفسدة التفرق، و حفظاً لدماء المسلمين.
و إن أمكن تدارك الأمر في حينها و رد الحكم لأهل العدل، بأقل خسائر ممكنة، وجب ذلك، كما حدث في انقلاب تركيا الأخير.
مصلحة الشرع هي في سد مكان الحاكم في كل وقت، بغض النظر عن عين الحاكم.
لأن المفاسد المترتبة على عدم وجود حاكم، في نظر الشرع، أكثر من مفاسد الحاكم المتغلب أو الظالم، و أنظر إلى ليبيا على سبيل المثال.

و علق أخر قائلاً:

“لكن قد تكون ظروفك تختلف عن ظروف آخرين داخل مصر ، وكلٌ لديه ما يستند عليه !! كما حصل في سورية … أنا ضد الكفاح المسلح والتصادم مهما كان … لكن عندما أسأل شخص أن لا يحمل سلاحاً يرد علي آن آباه آو آخاه آو احد أفراد عائلته قد قتل. أتفق معك تماماً آب عمر حسب ظروفك وحسب ظروفي ، وأنا كذلك أرى ان لم تكن للثوار غلبة وترتيب فالأمر سيؤدي الى ما هو أسوأ … لكن لا يمكنني قياس الامر على الاخرين وردات فعلهم وظروفهم الموضوعية.”

فقلتُ (هاني):

لذلك وُصفت الفتن بالعمياء، لأنه لا يرى فيها ضوء المخرج منها، فإذا وقعت تركت الحليم حيران، و غطت على عقول الرجال.

ما علينا سوى البلاغ، و إن أراد الله بالناس أمراً، فلا راد لقضائه.

و علق أخر قائلاً:

“أنا اسف بس سؤال شخصي لحضرتك، انت ترى السيسي ولى أمر على المسلمين، وهل في رقبتك له بيعه ؟؟”

فقلتُ (هاني):

نعم، هو كذلك، و هذا ما دلت عليه نصوص الشرع، و كلام أهل العلم الربانيين لا الحزبيين.
و لولا تأدبك معي في السؤال ما أجبتك.

أنا من عوام المسلمين المصريين، تبعٌ لمن غلب و تمكن من الحكم من المسلمين، سواء وصل بالديموقراطية أو الثورة أو الحرب، أو أي وجه كان.

و بيعتي لكل حاكم أعيش في بلاده هي على السمع و الطاعة في المنشط و المكره، و عدم منازعته الحكم، و النصح له بالدعاء، و ترك الخروج عليه.

و لا يشترط لمن هو مثلي الجهر بالبيعة و التشدق بها في كل مجلس، بل أنا تبعٌ لمن يستقر له الحكم من المسلمين، باراً كان أو فاجراً.

و علق أخر قائلاً:

“أنت شيخ ومحاور بس لياسؤال بسيط ارجوالافادة
لماذا كل شيخ يأخذ الاحاديث التي يعتقدبها فالوقت الذي يريد.؟
اين حديث سيدنا عمر الفاروق عندما تولى الخلافة
اين حديث خير الجهاد كلمت حق
اين حديث الساكت عن الحق
وغير هذا كثير على كل هذه الاسيءلة وغيرها لم اطلب الاجابة ولكن السؤال هو ماذا نفعل اذاتولى امرنا الشيعة”

فقلتُ (هاني):

أخي المحترم،

قصة عمر ” إذا اعوججت فقوموني” قصة باطلة لا أصل لهان تلقفها المصريون من كتاب العقاد (عبقرية عمر) فتأمل ماذا جنى الفكر على الفقه!، و بفرض صحتها تنزلاً، فهي تعارض النصوص الصحيحة الثابته في ترك منابذة الأئمة بالسيف.

و حديث ” خير الجهاد كلمة حق عند ساطان جائر”… لا تخلو أسانيده من مقال و حسنه بعض المعاصرين بمجموع طرقه، و على كل حال ، فقه الحديث هو النصح “عند” السلطان الجائر، و بينت الأحاديث الأخرى أنه يأخذ بيده و ينصحه سراً، و هذا ما كان عليه عمل السلف، و الحديث يثبتُ إمامة الجائر، و أنها واقعة، فتأمل! و لم يأمر بالخروج عليه، بل أمر بالصبر.

“الساكت عن الحق شيطان أخرس” قاله بعض السلف، وليس حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم و هو مقيد بفقه الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، فلا يتسبب النهي عن المنكر في منكر أكبر، و يجب أن يكون الاّمر الناهي من العلماء و ليس من الغوغاء.

أما إذا تغلب الشيعة على مصر، لو وقع الأمر أجبتك، و أذ لم يقع فأنا في حل من الجواب.

ثم قال نفس المُعلق:

“طيب اناقولتلك انت محاور بس زدت صفة وهي انت شاطر ولكن اين اذهب ولمن تشكو عندما ترى الظلم بائن وقد وقع عليك ولك مظلمة وهي خاصة وعامة ومن الحاكم نفسه ولماذا خرج كل حكام العرب والمسلمين على الحاكم واذا كان كذلك اذا كل شوية واحد يمسك سلاح ويقول انا الحاكم بأمر الله اين نحن من القرآن وآيات الجهاد وأحكام الشريعة سورة ال عمران الحكم بما انزل الله والاعتصام بحبل الله والوقوف في وجه الاعداء صفاواحدا وهم كثر فالصحابة وامهات المؤمنين يسبو علنا فالتليفزيون من كلاب الشيعة اناآسف ما انا الا شخص يغار على دينه وقدوتي محمد صلى الله عليه وسلم”

فقلتُ (هاني):

تسلح بالعلم و الصبر، و ضع مظلمتك عند الله.
و عليك بوصية رسول الله صلى الله عليه و سلم: من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص –رضي الله عنهما-:

(بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكرت الفتنة فقال: إذا رأيتم الناس مرجت عهودهم وخفت أمانتهم وكانوا هكذا –وشبك بين أصابعه- قال ابن عمرو: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟ قال: الزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)

و هو حديث حسن ، رواه أحمد و أبو داود.

و إن لم تكفك وصية رسول الله هذه ، فلن يكفك شيْ أخر

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s