هذا جزء من حديث الشيخ عبد المالك رمضاني عن فتنة التكفير و الخروج في الجزائر اوائل التسعينات فيقول عن هذه الأحزاب و الجماعات التي اعتنقت الخروج و التكفير:
“…. فبدءًا بالتَّهيِّيج السياسيِّ على المَنابرِ باسمِ التَّوعيةِ الإسلامية!
وتَثنِيَةً بالتَّعبِئَةِ الجماهيرية باسم الـمُحافَظَةِ على الـهَوِيَّةِ الإسلامية!
وتثليثًا بالخروجِ على الحُكَّامِ باسمِ الأمرِ بالمعروفِ والنَّهْي عن المنكرِ!
وتَربيعًا بتكفِير المسلمين باسمِ الوَلاءِ والبَراءِ!
وتَخميسًا بالتَّفجِيرَات العَشوائيَّةِ والـمَجَازِر الجماعية باسم الجهاد!!
هذا الذي شيَّب رؤوس المصلحين، وشاب بكدر عظيم صفاءَ دين المسلمين! حتى شوَّه صورته لدى أعدائه، بسبب فساد تصرُّف أدعيائه.
وإنَّني لأتعجَّبُ كلَّ العجبِ من قومٍ يُباركون الفتنةَ القائمةَ في وطننا العزيز: الجزائر!
ويا لله العجب! أعراضٌ تُنْهَك! ودماءٌ تُسفك! وأموالٌ تُبدَّد! ودينٌ يُهدَّد!ويأتي مَن أغمضَ عينيه عن هذا كلِّه، وركب من الجهل كلَّ مركب، ويقول: لِماذا لا تنصرون إخوانَكم؟!
وما هي إلاَّ ديار المسلمين! تركوا حبلَها في اضطراب، وأبناءَها في احتراب!
ولو كان هذا من كافرٍ واضحٍ لزال العجبُ، فالعدوُّ الخارجيُّ لا يألونا خبالًا، ولا يدَّخِّر عنَّا وَبالًا، تلك سنَّةٌ معلومة.
إلاَّ أنَّ المقلِقَ حقيقةً قابليَّةُ المسلمين للتآكلِ الدَّاخليِّ، حتى كانت كوَخْزِ الإبَر في المضاجع!الخَـطـبُ خـطـبٌ فـادح……….والعـيبُ عـيبٌ فاضـحُ
وعــارُنــا فـي النَّـاس …………لا تَـحـمـلـه النَّـواضِحُثمَّ لا غِنى لسائرِ الأقطارِ الإسلاميةِ عن هذه الرسالة؛ لأنَّ البلاءَ واحدٌ، والمسلمون لحمةٌ واحدةٌ.
من كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني “فتاوى العلماء الاكابر فيما اهدر من دماء في الجزائر (ص/16-188)
قلتُ: السعيد من وعظ بغيره، و لكن لا حياة لمن تنادي، فالأحزاب و الجماعات لا تقرأ التاريخ، أنما يظن كل منهم أنه سيصنع و التاريخ، ثم ما يلبث أن يلقى في مزبلة التاريخ، و لا يشار إليهم إلا بالخوارج و المبتدعة.