كتبت هذه الكلمة على الواجوه (فيس بوك) عند إعلان مصر تحرير سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري، فقلتُ:
عامةُ الناس يتقلبون في الأسباب المادية القريبة، و الذي يظهر من كلامهم أن قلوبهم مربوطة بتلك الأسباب، غافلة لاهية عن مُسبب تلك الأسباب: و هو الله عز و جل ، فان الألسنة مغارفٌ لما في القلوب.
إن الباسط القابض هو الله عز و جل، عنده خزائن كل شيء، و بيده الخير وحده، و هو المُعز المُذل، الرافع الخافض، يفعل ما يشاء بمن شاء و قت ما يشاء.
و إن تغيير السياسة النقدية لسعر الصرف و غيره من الأسباب، قد تنجح في ضبط السوق و قد لا تنجح و تزيدُ الناس رهقاً، فالنتائج [غير مضمونة].
و مع وجوب الأخذ بالأسباب المادية الصحيحة التي جعلها الله سبباً للتأثير بإذنه، فإنه يجب التوكل على الله عز و جل في حصول المطلوب و دفع المكروه، و الأخذ بالأسباب الشرعية التي جعلها الله أسباباً [مضمونة] للفلاح و السعادة في الدنيا و الأخرة، و منها:
– تقوى الله عز و جل و الإيمان بشرعه و خبره، و العمل بذلك في خاصة النفس، قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف : 96]
– إقامة الإسلام في أنفسنا و أهلينا قدر المستطاع مع سؤال الله السداد، قال تعالى:
{وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة : 66]
– ترك أكل الربا، فإن عاقبته إلى محق و هلاك، قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (278) فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (279)} [البقرة : 278-279]
و قد يسأل سائل:
و ما السبيل لتغيير تلك الملايين من البشر الغافلة!
الإجابة:
ابدأ بنفسك و من تعول {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}.
هاني حلمي