يُخبرك عن ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، في كتابه: ‘اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم”، ص 501 و ما بعدها، نشرة ناصر بن عبد الكريم العقل، طبعة دار الفضيلة. قال رحمه الله:
“وقال تعالى:
{إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين} [الأعراف: ١٥٢]قال أبو قلابة: ” هي لكل مبتدع من هذه الأمة إلى يوم القيامة ” ، وهو كما قال: فإن أهل الكذب والفرية عليهم من الغضب والذلة ما أوعدهم الله به.
والشرك وسائر البدع مبناها على الكذب والافتراء، ولهذا: كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد، كان إلى الشرك والابتداع والافتراء أقرب كالرافضة الذين هم أكذب طوائف أهل الأهواء، وأعظمهم شركا، فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم، ولا أبعد عن التوحيد منهم، حتى إنهم يخربون مساجد الله التي يذكر فيها اسمه فيعطلونها عن الجماعات والجمعات، ويعمرون المشاهد التي على القبور، التي نهى الله ورسوله عن اتخاذها، والله سبحانه في كتابه إنما أمر بعمارة المساجد لا المشاهد،
فقال تعالى:
{ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها} [البقرة: ١١٤] ولم يقل: مشاهد الله.وقال تعالى:
{قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد} [الأعراف: ٢٩] ولم يقل: عند كل مشهد.وقال تعالى:
{ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر} [التوبة: ١٧] إلى قوله: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} [التوبة: ١٨] ولم يقل: مشاهد الله.بل المشاهد إنما يعمرها من يخشى غير الله ويرجو غير الله لا يعمرها إلا من فيه نوع من الشرك.
وقال الله تعالى:
{ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا} [الحج: ٤٠]وقال تعالى:
{في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب} [النور: ٣٦ – ٣٨]وقال تعالى:
{وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} [الجن: ١٨]
ولم يقل: وأن المشاهد لله.وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثابتة كقوله في الحديث الصحيح: «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» ولم يقل: مشهدا…
وهذا مما علم بالتواتر والضرورة من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه أمر بعمارة المساجد والصلاة فيها، ولم يأمر ببناء مشهد، لا على قبر نبي، ولا غير قبر نبي ولا على مقام نبي، ولم يكن على عهد الصحابة والتابعين وتابعيهم في بلاد الإسلام، لا الحجاز ولا الشام ولا اليمن ولا العراق ولا خراسان ولا مصر ولا المغرب مسجد مبني على قبر، ولا مشهد يقصد للزيارة أصلا، ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي أو غير نبي لأجل الدعاء عنده، ولا كان الصحابة يقصدون الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عند قبر غيره من الأنبياء، وإنما كانوا يصلون ويسلمون على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه.”
قلتُ:
و أكتر من يبغض شيخ الإسلام من طوائف المبتدعة هم الروافض، و لا زالوا يحاربونه بكل سبيل، و يخرجون لنا المتردية و النطيحة لينالوا منه رحمه الله، و الله يذب عنه و يرفع قدره.
ثم يلي الروافض في بُغض شيخ الإسلام القبورية الصوفية من المنتمين لأهل السُنة، و هؤلاء القبورية هم حمير الروافض، يركبهم الروافض في حربهم على التوحيد و أهله.
هاني حلمي
تعقيب: خلاصة كتاب “أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية” | هاني حلمي