كتبت هذا المقال على الواجوه (فيس بوك) في 8/07/2016 إبان خروج تقرير لجنة السير تشيلكوت البريطاني حول حرب العراق، فقلتُ:
خلص تقرير المليوني كلمة، بعد سبع سنوات من تقصي الحقائق، أنه لم يكن هناك داعٍ حقيقي للحرب ، و لم تكن هناك أسباب كافية و مبررات واقعية!
و قال التقرير “انتهينا إلى أن بريطانيا اختارت المشاركة في غزو العراق قبل استنفاد الخيارات السلمية لنزع السلاح، ولم يكن التحرك العسكري وقتها ملاذا آخيرا”
قلتُ (هاني): بل كان رئيس وزراء بريطانيا العظمى كلباً يسوقه جورج بوش بحبل من رقبته ، و الكلاب لا رأي لها في أيدي أسيادها!
على كل حال، هذا تقريري:
مسرحية النزاهة و محاسبة النفس التى يتقنها الأوروبيون لن تعيد من قُتل و لن ترفع أثار خراب العراق من الأرض، و إن التقارير قد كُتبت، و الصحف بالحق قد نُسخت، بأيدي سفرة كرام بررة:
{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ (53)} [القمر : 52-53]
و نحن المسلمون نعلم أن أمريكا و حلفائها قد تآمروا على العراق ظلماً و علواً في الأرض و فساداً، و أنهم لم يريدوا الأصلاح يوماً، إنما أرادوا نفط العراق و خيراته، و أرادوا خلق الفتنة حتى تنفق أسلحتهم في المحارب و المتربص، و نعلم أن الله ليس بغافل عنهم:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)} [ابراهيم : 42-43]
و إن المصير الذي ينتظر الكفار و المنافقين ممن تآمروا على قتل المسلمين و نهب خيرات بلادهم، معروفٌ مقرر:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)} [فاطر : 36-37]
و إن المصير الذي ينتظر شعوب كفار الغرب و الشرق الذين أقروا ساداتهم و كبرائهم على قتل الأبرياء و خلق الفتنة هو مصير مستضعفي و مقلدة الكفار، و إن لهم الحسرة في يوم…و أي يوم:
{يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (68)} [الأحزاب : 64-68]
و تلكم النخبة التى اتخذت قرارات ديموقراطية باسم شعوبها، ستتحمل مسئوليتها أمام شعوبهم و سيقولون لهم بنزاهتهم و شفافيتهم الأوروبية المعهودة:
{قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ} [سبإ : 32]
هكذا صراحة، بل سيلعن بعضهم بعضاً، و ستنقطع المناصرة بينهم، و سيذوقوا حصاد كفرهم بالله، و ستقول تلك الشعوب التي سلمت دينها و دنياها للمجرمين:
{وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سبإ : 33]
فما تغني التقارير إذاً ، بل لو أن شعوب أمريكا و أوروبا من الكفار و الملاحدة قاموا قومة و احدة و أعلنوا أنهم ارتكبوا جرماً في العراق، فدفعوا دية كل قتيل قتلوه، و بنوا كل حجر نسفوه حجراً حجراً، ما كان الله ليقبل منهم، و لأكبهم جميعاً في النار، إلا أن يتوبوا إلى الله و يدخلوا في الإسلام، فمع هذا الإجرام الذي لم تشهد البشرية له شبيهاً فإن باب التوبة مفتوح ما لم تطلع الشمس من مغربها، قال أرحم الراحمين:
{إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} [البروج : 10]
سبحان من خاطب قتلة أولياءه ليتوبوا ، فكيف رحمته بمن أحبه و عبده و ناصر أولياءه.
اللهم ارفع الذل و الهوان عن المسلمين و اشف اللهم صدور قوم مؤمنين.
و صل اللهم و سلم على محمد و آله و صحبه و من تبع هداهم إلى يوم الدين.
هاني حلمي