رمتني بدائها وانسلت…!

كتبت هذه الكلمة على الواجوه (فيس بوك) تعليقاً على خطاب الرئيس الفرنسي بعد حادث الدهس المسمى إعلامياً بهجوم نيس و الذي حدث في نيس جنوب فرنسا في 14 يوليو 2016، فقلتُ:

إن أريدُ إلا القتل ما استطعت! هو دين خوارج العصر من داعش و القاعدة و غيرهم…

أما دين الإسلام، دين الأنبياء و الصالحين:

{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} جزء من أية[هود : 88]

بين الجهاد الإسلامي و الإفساد في الأرض كما بين السماء و الأرض، فأين الثرى من الثريا!

الجهاد هو عبادة لها شروط و أركان و فقه، أما الإفساد في الأرض فليس من دين الله في شيء.

الجهاد قد شُرع لإزاحة أئمة الكفر المحاربين من طريق دعوة الإسلام حتى تصل إلي ضعفائهم و عوامهم، و ذلك بعد دعوتهم بالكتب و الرسل و شرح رسالة الإسلام و ترغيبهم و ترهبيهم… فإن أبوا إلا القتال قوتلوا… قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كما في سنن أبي داود و مصنف بن أبي شيبة:

” انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللهِ ، وَبِاللهِ ، وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، لَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا ، وَلَا طِفْلًا ، وَلَا صَغِيرًا ، وَلَا امْرَأَةً ، وَلَا تَغُلُّوا ، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ ، وَأَصْلِحُوا ، وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “

أما الإفساد في الأرض فهو صدٌ عن سبيل الله و قتلٌ للنفس التي حرم الله ازهاقها بغير الحق، و هو دين الكفار من اليهود و النصارى و غيرهم من المشركين، و كتبهم المحرفة التى بين أيدينا طافحة بنصوص القتل و التحريق!

أما دين الإسلام دين الله العظيم، ليس فيه إفساداً في الأرض و لا إزهاقاً للأرواح عشوائياً، و هذه نصوص كتاب الله و سنة رسول الله و سيرته بين أيدينا، أتحدى من يُخرج منها ما يأمر بقتل الناس هكذا، كفاراً و مسلمين، محاربين و معاهدين، رجالاً و نساء، أطفالاً و شيوخاً!

دين الإسلام دين نظام و حكمة و إصلاح و عدل و إحسان… في كل تفصيلة منه، تنزيلٌ من رب العالمين.

أما الخوارج الذين يعيثون في الأرض فساداً، يتبعون المتشابه و يحرفون النصوص و يتبعون أهوائهم، قد تبرأ منهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، بل قد ذهب طائفة من أهل الحديث بالقول بكفر الخوارج كما نقل ذلك ابن قدامة في المغني و ابن عبد البر في التمهيد، و إن كانت مجموع الأدلة تدل على إسلامهم و لكنهم متوعدون بنار جهنم جزاء إفسادهم، بل رويّ أنهم كلاب أهل النار!

و الخوارج ليس لهم عهد و لا ميثاق و لا يعرفون سنة رسول الله و لا يعرفون الدعوة و لا فقهها و لا يعلمون منهج الشرع في شيء، هم بهائم في صور بشر!

اليوم بعد حادث نيس، رئيس الفرنسين لم يخاطبهم بشيء مفيد، إلا تملق إجهزة الأمن عنده، رغم فشلهم في شيء من بديهيات تأمين الجموع!

إلا أنه وصف الحادث: “Menace terroriste islamique” أي: التهديد الإرهابي الإسلامي!

و يبدوا أنه نسي تاريخ أجداده، فإنك لو قلبت صفحات التاريخ الاستعماري الفرنسي الصليبي لما رأيت إلا أنهار الدماء و استعباد الأمم و سرقة خيراتها، بل و كنوز الأمم طافحة بها متاحفهم! و سيرة أكابر مجرميهم في العلو و الإفساد لا تخفى على أحد.

أما الجهاد الإسلامي الصحيح في تاريخ هذه الأمه قد دخل بسبه الملايين و ذرياتهم من الناس في دين الله أفواجاً، و سيرة المجاهدين سيرة نظيفة، سيرةُ عباد نساك، كانوا ينتهون عند أمر الله و رسوله صلى الله عليه و سلم.

ذكرني قول رئيس الفرنسيين هذا بقول العرب: رمتني بدائها وانسلت!

و صل اللهم و سلم على محمد و آله و صحبه.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s