إن شفى الله قلبك من أمراض الشهوات و أمراض الشبهات ، فلا يضرك بعد ذلك أمراض البدن، فإنها إما رفع للدرجات أو تكفير للذنوب أو كلاهما، و العافية أن يعافيك الله منهم جميعاً.
و إن مدارج العافية إلى أسباب السلامة:
أولاً: أن تعلم أنك مريض القلب، و لا تكابر و تروغ من نفسك تخدعها!
ثانياً: أن تعلم علم اليقين أن لا سبيل لشفاء أدواء قلبك إلا بنور الوحيين، كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.
ثالثاً: أن تكون متيقناً لا مُجرباً، تائباً مفتقراً لله إفتقار الذي يوقن أن لا نجاة له إلا به.
رابعاً: أن تسلك الطريق الصحيح في إصلاح نفسك، بروية و رفق، دون تعسف ولا غلو، و سل الله السداد و التوفيق.
و لا شيء أنجع في شفاء أمراض القلوب من العلم باسماء الله و صفاته و فقه مدلولاتها العمل بمقتضاها، فيثمر ذلك:
- علم القلب و ثباته فلا تضره شبهة.
- خشية الله و تغلغل حبه في القلب، فلا يتّبع القلب شهوة محرمة تخرق ثوب التقوى، و ترفع أستار الخشية، و تكدر صفاء المحبة.
فيصير العلم أحب إلى القلب من كل محبوب، و تصير لذه الطاعة في القلب أحب من كل شهوات الدنيا.
هاني حلمي