خروج الانجليز من الاتحاد الأوروبي…!

كتبت في الواجوه في 27/06/2016 تعليقاً على نتيجة التصويت الشعبي لخروج انجلترا من الاتحاد الأوروبي:

إن من سنن الله في الناس أن جعل فيهم عقلاء حكماء و جعل فيهم سفهاءً و حمقى، و لكن الديموقراطية تساوي في الرأي بين العالم و الجاهل، و الراشد و السفيه، فصوت هذا يساوي صوت ذاك!

و من مفاسد التصويت الشعبي الديموقراطي غياب المصلحة العامة في اتخاذ القرارات ، و غلبة العاطفة و العصبية، فالذي يملك تحريك مشاعر الناس يملك رأيهم، و يفقد كل فرده عقله إلى صالح العقل الجماعي، و الذي هو في الحقيقة عقل أخر يوجه تلك القطعان إلي ما يريد ، و قد قرر ذلك بعض الاوروبيين أنفسهم مثل جوستاف لوبون ، و من شاء فليطالع كتابه ” سيكولوجية الجماهير”.

و من باب الترجيح الكمي المجرد، فإن في منطق العقلاء لو أن جماعة من الناس انقسموا في أمر ما مناصفة على التقريب، 52 % – و 48% ، كيف يكون الصواب في أحدهما! فهذا يدل على إنقسام الرأي و أنه لابد من مُرجح أخر غير عدد هؤلاء و عدد هؤلاء!

و لا اخفيكم سراً أنني أفرح بكل حماقة يرتكبها الأوروبيون بأنفسهم، و لا أحب لهم القوة و الاتحاد، و أسأل الله أن يجعل بأسهم بينهم شديد و يعذبهم بذنوبهم في الدنيا قبل الأخرة، و أن يصرف كيدهم إلى نحورهم، و يشغلهم بأنفسهم، فلعل ذلك يصرف كيدهم قليلاً عن المسلمين، و إن ذلك من الولاء للمسلمين و البراء من الكافرين، و لا يمنع ذلك من العدل إليهم و عدم ظلمهم و لكن حبهم و الركون إليهم و إرادة العزة لهم يُعد من توليهم، و من يتولهم منكم فهو منهم، و هذا شأن المسلم في نفسه.

أما السياسة الدولية و العلاقات بين الدول فلها شأن أخر يقوم على رعاية مصالح المسلمين الدينية و الدنيوية و احترام المعاهدات والمواثيق بين الدول، و هذا شأن ولاة الأمور من الرؤساء و العلماء، هم مسئولون عنه و لايحق لمسلم في إمرتهم الافتيات عليهم في ذلك.

و أسال الله أن يجمع المسلمين على الهدى و كلمة التوحيد، و إن يهيأ للمسلمين أمر رشد و يوقظهم من غفلتهم ،و يداول الأيام و يعيد مجد المسلمين و عزهم بإلاسلام.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s