إن معيار الانتفاع بعلوم الشريعة هو فهم كتاب الله و سنة رسول الله، على مُراد الله و مُراد رسوله، و العمل بمقتضاهما، و ما وراء ذلك من النفع إلا ترفٌ فكري أو مرمة معاش.
و في شهر رمضان دأب العلماء و طلبة العلم على طي الكتب و العكوف على كتاب الله تلاوة و صلاة، و لا غرابة في ذلك فهو شهر القرأن.
إن أردت اختبار انتفاعك بما تعلمت من علوم الشريعة منذ أخر رمضان، فانظر في حالك مع القرأن، فأن ازددت فهماً لمعانية، و ألفة مع أسلوبه، و رق طبعك في تذوق أفانين بلاغته، و ازددت بصيرة في محكمه و متشابهه، و تواطأ قلبك مع لسانك، و أثر في قلبك ترغيبه و ترهيبه…فقد انتفعت بما تعلمت من علوم الشريعة.
فإن منزلة كتاب الله من علوم الشريعة كمنزلة متن العلم من حواشيه، فأنت تعكف على الحواشي لتفهم المتن، فاذا انفردت بالمتن و لم تفهم معانيه و لم تؤثر في قلبك علماً فما نفعتك الحواشي شيئاً!
مثال: إن كنت تدرس العقيدة مثلاً، و درست أبواب الصفات، ثم خلوت بكتاب الله في رمضان، هل تشعر بالفرق في فهم أيات الصفات و مدلولاتها و معانيها، و هل أحدثت دراستك لأبواب الصفات أثراً على تلقيك لمعاني كتاب الله، و أحدثت عندك خشية و إنابة و رهبة، أم أن الامر عندك على السواء!
هكذا يكون تقييم طالب العلم لانتفاعه بعلمه.
و الله المستعان،
هاني حلمي
👍👍
إعجابإعجاب
نفعني الله وإياك بالعلم النافع و العمل الصالح.
إعجابإعجاب