لقد فسد مفهوم القراءة عند كثير من الناس، و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً… فهم عاكفون على معارف لا تسمنُ و لا تغني من جوع، ضرها أكبر من نفعها، ومع ذلك يسلكون أنفسهم في أرباب الثقافة و حملة العلم!
و لقد أجاد الشيخ ذياب الغامدي، حفظه الله، في بسط الكلام على هذه الظاهرة، في فصل بعنوان “القراءة بين الشرق و الغرب” من من كتابه الماتع “صيانة الكتاب”، والكتاب كله نافعٌ جداً وهو منشور بالكامل على موقع الشيخ: من هذا الرابط ، وقال الشيخ حفظه الله عن كتابه:
“هَذَا كِتَابٌ قَدْ جَمَعْتُ مَادَّتَهُ مُنْذُ خَمْسٍ وعِشْرينَ سَنَةً، حَيْثُ أبَنْتُ عَنْ أهَمِيَّةِ الكِتَابِ (الإسْلامِي)، كَمَا حَذَّرْتُ مِنْ بَعْضِ الأخْطَاءِ الَّتِي حَلَّتْ بالكِتَابِ المُعَاصِرِ، وألَمَّتْ ببَعْضِ أقْلامِ الكتاب، سَوَاءٌ مَا تَعَلَّقَ مِنْهَا بعُنْوانِ الكِتَابِ، أو نَصِّهِ، أو حَاشِيَتِهِ، أو مَرَاجِعِهِ، أو فَهَارِسِهِ، كَمَا ذَكَرْتُ فَضْلَ الكِتَابِ والكِتَابَةِ، وتَارِيْخِ الكِتَابِ والمَطَابِعِ في بِلادِ المُسْلِمِيْنَ، وبَيَّنْتُ أغْرَاضَ التَّألِيْفِ قَدِيْمًا وحَدِيْثًا، وغَيْرَ ذَلِكَ مَمَّا يَحْتَاجُهُ كُلُّ كَاتِبٍ ومُؤلِّفٍ، لأجْلِ هَذَا، فَكُلُّ مَا في هَذَا الكِتَابِ يُعْتَبَرُ : نَظَرَاتٍ عِلْمِيَّةً، ونَقَدَاتٍ كِتَابِيَّةً، قَدْ سُقْتُهَا بقَلَمِ النَّصِيْحَةِ، ونَظَمْتُهَا بنُكَاتٍ مَلِيْحَةٍ، فجَاءَتْ على غَيْرِ مِيْعَادٍ، ومِنْ غَيْرِ سَابِقٍ إعْدَادٍ؛ بَلْ جَادَ بِهَا الخَاطِرُ المَكْدُوْدُ، وفَاضَ بِهَا القَلَمُ المَغْمُوْدُ، فَكَانَتْ آدَابًا قَبْلَ أنْ تَكُوْنَ كِتَابًا، وطَرَائِفَ قَبْلَ أنْ تَكُوْنَ وَصَائِفَ، واللهُ مِنْ وَرَاءِ القَصْدِ.”