حربُ المسلمين على الإسلام…!

كثير من المسلمين هم حربٌ على الإسلام!

و لا أقصد رؤوس المفسدين الجالسين للناس بكل طريق ، بل أعني الكثير من عوام المسلمين! و ذلك بأنهم فرطوا في تعلم أصول دينهم ، فهم أعداء للإسلام في جلود مسلمين!

و المسلم يحيا بالعلم ، العلم شهيقة و زفيره في الدنيا، و سبب نعيمه في الآخرة ، فكيف يعبد الله إلا بعلم!

كيف يمشي و يأكل و يقوم و ينام و يتاجر و يسالم و يعادي و يحب و يكره و يمضي و يُقصر إلا بعلم!

و ليس العلم هو مجموعة من المعلومات المخزنة لوقت الحاجة ، بل هو آيات بينات في الصدور و ملكة راسخة في النفس ، تُكتسب بالتعليم، ثمرتها الباطنة خشية الله عز و جل ، و ثمرتها الظاهرة العمل بما يعتقد أنه مراد الله عز و جل.

و إن تحقيق معنى العلم ، هو باب عظيم من العلم ، و لقد عني سلفنا الصالح عناية تامة ببيان ماهية العلم النافع.

كل يوم يصك سمعي طوامٌ لا يسع مسلم أن يتفوه بها أو حتى يسأل عنها فضلاً عن أن يخطر بقلبه أن بها رائحة الصدق! و أجد نفسي أمامها عاجزاً عن الكلام ، كيف أبدأ و من أين أبدأ! كيف أصف البحر لأعمى! و هو يحسبه أكبر قليلاً من كوب الماء الذي بين يديه!

و أقف حين أعجز معزياً النفس أن الهداية بيد الله عز و جل، هو يهدي من يشاء و يضل من يشاء، و التمس العبرة من نفسي التي بين جنبيّ!

فإنني ما تخبطتُ يوماً في حياتي إلا بسبب الفتور و الغفلة عن تحصيل ميراث النبوة ، حين وجهت وجهي أطلب له وجهاً يحيا به، فأخذتني الدنيا في أوديتها حتى كدتُ أتبلد و أرعى مع السائمة و لا أبالي بحق و لا باطل، فما استقر لي طريق حتي منّ الله علي و ابتلاني بما ظاهره العذاب و باطنه الرحمة، و صرف من حياتي الخبيث و أبدلنيه بالطيب ، و تولاني الله برحمته و لطفه، تفضلاً منه دون أدنى سبب مني، حتى اطمئن قلبي ووجدت وجهي و استقامت وجهتي.

و إن من أعظم ما يُهدى إليه العبد ، أن يُلهمه الله الدعاء لنفسه بالهداية ، فإن الدعاء أمره عظيم ، دعاء القلب الفقير إلى ربه ، الواعي لمعنى ما يقول ، العالم بعظم قدر من يدعوه.

و إني أكاد أجزم، بل أجزم أن أصحاب الانحرافات العملية في مسائل الشريعة لابد أن من ورائهم انحراف اعتقادي، و لا أُسلم أن إنساناً قد أصلح ما بينه و بين الله ، و أصلح سريرته ، ثم يضله الله عن الحق! فإنني حسن الظن بربّى ، سيء الظن في من خالف صريح دينه و شريعته ، فإنما يؤتى الناس من قِبل ما في أنفسهم.

قال تعالى {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت : 69]

و صل اللهم على محمد و آله و صحبه.

و السلام،

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s