الْكِبْرُ مَنْ بَطِرَالْحَقَّ، وَغَمصَ النَّاسَ…!

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

” الْكِبْرُ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَ غَمصَ النَّاسَ” صحيح مسلم.

قال البغوي رحمه الله في شرح السنة:

“وبطر الْحق هَهُنَا: أَن يَجْعَل الْحق بَاطِلا ، ويقَالَ: هُوَ أَن يتكبر عِنْد الْحق فَلَا يقبله.

وَغَمص النَّاس، وغمطهم: أَن يحتقرهم فَلَا يراهم شَيْئا، وَفِيه لُغَتَانِ: غمط وَغَمص بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا فيهمَا جَمِيعًا”

و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ». متفق عليه.

قال البغوي رحمه الله في شرح السنة:

“العتل: الشَّديد الْخُصُومَة الجافي اللَّئِيم، وَقيل: هُوَ الْفظ الغليظ الَّذِي لَا ينقاد لخير.

والجواظ: هُوَ الجموع المنوع، وَقيل: الْكثير اللَّحْم، المختال فِي مَشْيه، وَقيل: الْقصير البطين.”

قلتُ (هاني):

الكبر و مراعاة حظوظ النفس هي أعظم اسباب ترك الانقياد للحق، و ليس جهل الحق هو سبب ترك الانقياد له كما يظن كثيرٌ من الناس!

فإن على الحق نوراً يهدي به الله من أشرق قلبه بنور الإنصاف و التواضع لله تعالى ، أما المتكبر فهو محجوب عن الحق لعدم إرادته إصابة الحق أصالةً ، و بعضهم يتفق له أصابة الحق مع كبره ، و ليس ذلك إلا لأن هواه قد وافق الحق ، فيقع إتفاقاً و ليس قصداً ، و هذا مسلكٌ دقيقٌ في محاسبة النفس و نقد المقالات، و عندها تُسكب العبرات ، نسأل الله السلامة و السداد و القبول.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s