قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
” الْكِبْرُ مَنْ بَطِرَ الْحَقَّ، وَ غَمصَ النَّاسَ” صحيح مسلم.
قال البغوي رحمه الله في شرح السنة:
“وبطر الْحق هَهُنَا: أَن يَجْعَل الْحق بَاطِلا ، ويقَالَ: هُوَ أَن يتكبر عِنْد الْحق فَلَا يقبله.
وَغَمص النَّاس، وغمطهم: أَن يحتقرهم فَلَا يراهم شَيْئا، وَفِيه لُغَتَانِ: غمط وَغَمص بِكَسْر الْمِيم وَفتحهَا فيهمَا جَمِيعًا”
و قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ؟ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ، لَوْ يُقْسِمُ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، أَلا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ؟ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ». متفق عليه.
قال البغوي رحمه الله في شرح السنة:
“العتل: الشَّديد الْخُصُومَة الجافي اللَّئِيم، وَقيل: هُوَ الْفظ الغليظ الَّذِي لَا ينقاد لخير.
والجواظ: هُوَ الجموع المنوع، وَقيل: الْكثير اللَّحْم، المختال فِي مَشْيه، وَقيل: الْقصير البطين.”
قلتُ (هاني):
الكبر و مراعاة حظوظ النفس هي أعظم اسباب ترك الانقياد للحق، و ليس جهل الحق هو سبب ترك الانقياد له كما يظن كثيرٌ من الناس!
فإن على الحق نوراً يهدي به الله من أشرق قلبه بنور الإنصاف و التواضع لله تعالى ، أما المتكبر فهو محجوب عن الحق لعدم إرادته إصابة الحق أصالةً ، و بعضهم يتفق له أصابة الحق مع كبره ، و ليس ذلك إلا لأن هواه قد وافق الحق ، فيقع إتفاقاً و ليس قصداً ، و هذا مسلكٌ دقيقٌ في محاسبة النفس و نقد المقالات، و عندها تُسكب العبرات ، نسأل الله السلامة و السداد و القبول.
هاني حلمي