في سقوط الطائرة المصرية…!

كتبتُ على الواجوه (فيس بوك) تعليقاً على سقوط الطائرة المصرية في البحر المتوسط في مايو 2016:

ليست المصيبة في سقوط طائرة و موت جماعة من الناس، فكل حي مصيره إلى الموت و إن طالت سلامته، و البحرالمتوسط يبتلع كل حين أضعاف عدد ضحايا الطائرة من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق.

و إنما عقول عامة الناس في أعينهم و أذانهم، يحرك مشاعرهم ما يُعرض لهم و ما يمر بأسماعهم، و ما يلبث أن يطويه النسيان…، هل تذكرون مجزرة حلب القريبة!

المصيبة الكبرى هي الغفلة عن عدونا الخارجي الحقيقي:

الفكر الخارجي، والمد الرافضي الصفوي، والحقد الصليبي، و المؤامرات اليهودية الماسونية.

و إن الغل و الحقد الذي يحمله هؤلاء على المسلمين، لو صُب على جبل لأذابه! و لكن قومي لا يعلمون!

ومن أسباب تسلط عدو المسلمين عليهم الغفلة عن عدوهم من أنفسهم، و الذي هو:

التفريط في دين الله، بل و محاربته علناً ليل نهار، و إتباع الشهوات و الحياة من أجلها، و التبعية المنهجية والثقافية لعدوهم!

يجبُ محاربة الفكر الفاسد بالفقه الصحيح، و نشر السُنة في الناس، و تنشئة جيل واع بقضايا أمته، يحمل في قلبه رسالة الأسلام و ينفض عن ظهره غبار الجهل و ذل الركون للدنيا.

و كل بناء لا يقوم على العقيدة الصحيحة و جمع الناس عليها، فهو بناء هش لن يصمد في وجه أعاصير الفتن، و مكر الليل و النهار.

إن إعادة بناء المسلم بناءً عقدياً منهجياً مؤسساً على الكتاب و السُنة هو أهم من بناء الكباري و رصف الطريق ، فأن الجهل الكامن في العقول سوف يقطع تلك الطرق و يهدم تلك الكبارى على رؤوس أهلها!

إن الداء العضال الذي ينخر في عضد جيلي من الشباب هو اللامبالاة و الهزل، و عدم أخذ كبار الأمور على محمل الجد! إلا ما كان متعلقاً بلقمة العيش أو شهوات الجسد الفاني، فعندها تبرز الأنياب، و تُستنفر قوى الأبدان و الأذهان حتى تحترق شمعة العمر لتبخر أيام الحياة.

و أخيراً، عليك بنفسك، هذبها و احملها على منهج الله، تب إلى الله و استعن به، ولا تلعن زمانك و تقول فسد الناس، كن أنت من الصالحين المُصلحين ما أستطعت، و أسأل الله أن يقبضك على الأسلام و السنة.

و الله المستعان، و صل اللهم و سلم على محمد و اّله و صحبه و سلم.

هاني حلمي

و كتبت قبلها في نفس الموضوع:

أخبار الطائرة المصرية في أربعة أيام!

يوم الخميس:
خرجت الأخبار عشوائية مندفعة يشوبها ألوان الأهواء التي تعتري الخبر من: كذب و تخمين و توهم و توجيه و تهويل … وبعض الصدق غير المميز!

يوم الجمعة:
نفي أغلب ما خرج من أخبار و تصريحات يوم الخميس!

السبت و الأحد:
إعادة كتابة رواية “سيناريو” الحادث و توجيه الأخبار إلي النتيجة المناسبة لمصالح و أوزان الأطراف المعنية، و إن كانت الوجهة لم تتضح بعد، إلا أن الطرف الأكثر نفوذاً و إعلاماً سوف يدفع بالرواية المناسبة لمصالحه، ثم يبني عليها…

أما من يطمع أن يخبره الساسة بالحقيقة المجردة فهو ساذج! إذ ليس للحقائق وزن بين الساسة إلا بما يقابلها من المصالح و المكاسب.

و على كل حال، يجب على المصريين أن يتابعوا ولى أمرهم في الرواية التى يراها مناسبة، عملاً بقول الله تعالى:

(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ) [النساء : 83]،

فإن جنح ولي الأمر لفرضية الإرهاب تابعناه عليها، و إن جنح لفرضية العطل الفني تابعناه و لا نعارضه، و هذا أسلم للدين و أقرب للعقل.

ولا ينبغي لغربان الإعلام أن يكون لكل منهم رأياً ينصره، و ما ذلك إلا حباً للمنازعة و تفريق الرأي و تكثير المشاهدة! أما ادعاء الإعلاميين البحث عن الحقيقة فهي دعوة كاذبة ، و لو صدقوا لبحثوا عن حقيقة أنفسهم و لعلموا أنهم عدو مصر الأول.

هاني حلمي

و أيضاً:

من رحمة الله عز و جل أن الطائرات تسقط في أماكن نائية أو في البحار! إلا أن يشاء ربي أمراً.

و من رحمة الله أن حملنا في الجو، و بلّغنا مشارق الأرض و مغاربها في سويعات قلائل ، إن ربكم لرؤوف رحيم.

و يجب على المسلم أن يعتبر الخطوب من حوله، و يتأملها بمعيار الشرع، و لا يقرأ الحياة كقراءة الجرائد، فيخرج منها ولم يتعلم شيئاً!

الموت قد يأتيك بغتة من حيث لا تحتسب، لا يُخبرك و لا يُنذرك لا يُنظرك!

لفت نظري من بين سطور الأخبار اليوم، تصريح المراقبة الجوية في اليونان أن الطيار كان يكلمهم بروح و معنويات مرتفعة، بل كان يمازحهم بلغتهم!

Earlier Greece’s civil aviation authority issued a statement saying that the pilot of the fated EgyptAir plane was “in good spirits” when the country’s air traffic controllers made contact with crew.

At 02.48 AM, just before MS804 exited Greek airspace. “The pilot was in good spirits and thanked [us] in Greek,” the civil aviation authority said.

المسكين لم يكن يدري أن ساعته قد أقتربت و قضي الأمر ، رحمة الله عليه إن كان من المسلمين.

و السفر مظنة الهلاك والموت ، و السفر لو تأملته يُذكرك بالأخرة ، فكلاهما إنتقال من دار إلى دار ، فيجب المبادرة بالتوبة و الخروج من المعاصى في كل وقت و خاصة قُبيل السفر، بل و بعده.

و تأمل أذكار السفر تُدرك ذلك!

و الحمد لله أولاً و أخراً.

هاني حلمي

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s