من مقال: التقليد.
شيخ العربية، محمود محمد شاكر رحمه الله تعالى ، نُشر عام 1940 في مجلة الرسالة.
قلتُ: هذا كان في سنة 1940 ، و ازداد اليوم حالنا سوءاً…
و استمعتُ إلى خطبتي جمعة يوم 19 ديسمبر 2105 من المسجد الحرام، و كان فيها ما نصه:
“أيها المسلمون:
لقد طال على كثيرٍ من المُسلمين الأمَد، واشتدَّ من الأعداء المكرُ والتسلُّط، جدَّ الأعداءُ في إبعاد المُسلمين عن دينهم، فبرزَ الضعفُ والهوان في كثيرٍ من الديار، وجهِلوا ما جهِلوا من حقائق العقيدة والشريعة، فنزلوا عن مكانتهم واستِقلالهم، ليقتاتوا على بقايا من موائِد حضارات الآخرين، استعبدَتهم أُمم لا تُذكرُ معهم في عدٍّ ولا حساب.”
… ليقتاتوا على بقايا من موائد حضارات الآخرين!”
ما أصدق هذا الوصف لحال كثير من المسلمين اليوم ، و ما أدقه!
و هو يصدقُ على نوعي القوت: قوت القلوب و قوت الأبدان ، و هو في الأول أعظم، و إلى الله المشتكى.
نزلت عليهم مائدة من السماء ، فأبى الظالمون منهم إلا بقايا موائد أمم الكفر!
و إلى الله المشتكى،
هاني حلمي