قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله في كتابه شأن الدعاء ، ص 233:
“…فَإن أكْلَ الحَلَالِ يَصلُحُ عَلَيْهِ القَلْبُ وَتَحْسُنُ مَعَهُ الأخْلَاقُ، وَأكْلُ الحَرَام يَفْسُدُ عَلَيْهِ القَلْبُ وَتَخْبُثُ مَعَهُ الأخْلَاقُ.”
قلتُ (هاني):
فإن عامة من فسدت قلوبهم و خبُثت أخلاقهم ترى في معايشهم و أرزاقهم شيئاً من المحرمات قل أو كثر.
و أعظم ذلك أكل الربا و فوائد البنوك الربوية ، فهي من أعظم أكل الحرام ، و ترى الناس يتساهلون في أمر الربا و الفوائد البنكية تساهلاً عجيباً يدعو للدهشه ، و ما هو إلا حب الدنيا و اتباع الهوى و التقليد الأعمى.
فهم يأكلونه هنيئاً مريئاً بفتاوى شاذة ما أنزل الله بها من سلطان، و لا أدري كيف يستسيغونه و هو عند الله كريه ممحوق محاربٌ صاحبه من الله و رسوله!
و ترى المتعالم منهم متبعاً لهواه مقلداً من يقول بما يهواه، متجاهلاً سُبل العلم، مقصراً في طلب الحق، تاركاً الادلة الصحيحة الصريحة و فتاوى جماهير أهل العلم في مشارق الأرض و مغاربها، و يتبجح بقوله: “أفتاني مفتي الجمهورية ، هل أنت أعلم منه!” و يظنُ أن ذلك يُغنيه عند سؤال ربه! أو أن ذلك برأة له من الإثم!
ألا يُقلقُ هؤلاء قيامهم من قبورهم كالذي يتخبطه الشيطان من المس!
قال ابن قتيبة رحمه الله تعالى، في كتاب “تأويل مشكل القرأن”:
فتأمل يا أخي هذا المعني :جزاءُ ما أسرع بهم الربا الى الغنى في الدنيا هو الابطاء بهم دون الناس في المحشر! و هذا من محق الله الربا في الدنيا و الاخرة ، و الله أعلم.
هاني حلمي