تعددت صور غواية الشيطان لبنات أدم ، و من ذلك الإفراط في تصوير النفس حتي تُفتن المسكينة بنفسها ، فتعشق صورتها و تنشرها على الناس ، و تصير صورتها الخارجيه كامنة في سويداء قلبها قد شُغفت بها حباً ، وتريد أن تُري الناس ما الله أمر أن تخفيه… و ترجو ثناء الناس و الله أحق أن ترجوه و تخشاه.
و هذا الهوس قد يتحول عند بعضهن إلى حد العبادة!
نعم، عبادة صورة النفس!
فهي تسجد لنفسها ، و تسبح بحمدها، و تسعى في بهرجتها و تلميعها ، و تنفق في ذلك كل دينار و درهم ، ثم تبيعة على الناظر ب “like” لا تساوي فلساً ، طاعةً للنفس و معصية لمن هو قائم على كل نفس!
فتصير تلك المسكينة دُميةً تعبث بها أعين الناظرين ، و مادةً لاحتلام صغار البالغين ، و صيداً ثميناً لمرضي القلوب من حثالة الآدميين.
هذا أعجبه الصدر ، و هذا أعجبه العجز ، و هذا تحت الأبط ، و هذا يبحث عن ما خفي ، كلٌ له غرض يناسبه ، و قطعة تعجبه.
أما ما تحت الجلد ، فإن خبرتها و رزت عقلها لوجدته مسحة من إلحاد على كثير من الليبرالية و ثقافة أفلام هوليود و طيف من صور العبادات.
و تفتش عن الحياء فلا تجد له رائحة!
و تفتش عن الزوج فلا تجد إلا ديوثاً في جلد رجل!
و إن أعظم أعراض تلك الغفلة: نسيان التوبة إلى الله ، فتأخذها الدنيا في أودية اللهو و اللعب ، و ليت الأمر ينتهي عند ذلك الحد!
بل إمعاناً في الضلال ، تأخذ بعضهن العزة بالإثم فتسخر من العفيفات المحتجبات ، و تصفهن بالفواحش و الرذائل و قلة الشرف و التستر بالدين… إلى آخر هذه التهم التي هي أولى لها و أولى ثم أولى لها و أولى !
و إن كل حي عاقل مسلم يجب أن يسعى لفكاك نفسه من النار ، و بالأخص النساء، و ذلك لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي رواه ابن عمر عند مسلم و غيره ” فإني رأيتُكنَّ أكثرَ أهلِ النارِ ” فأي تحذير بعد هذا و أي تخويف بعد هذا!
و أخيراً ، فإن الله يقبل التوبة عن عبده و أمته ، ما لم يغرر و ما لم تطلع الشمس من مغربها ، بل من رحمته و فضله يبدل السيئات حسنات.
(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
و صل اللهم و سلم على نبيك محمد.
هاني حلمي