نشر أحد الأصدقاء هذه الصورة على صفحتي على الواجوه (الفيس بوك) ، و الله أعلمُ بما انطوى عليه قلبه، و لكن كانت فرصة للتعليق عليها كالتالى:
الذي قالته صحيح في في ديانتها… و يشهد له قوله تعالى عن دين الكفار و المشركين {إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ}.
فهي لا تثق في الناس الذين يعلمون ما يريد الله منهم (في ديانتها) ، لأن إرادة الله دائماً ما توافق رغباتهم (أهوائهم) !
أما أن أردت أن تعمم قولها ليشمل دين الإسلام ، فأن الحق المُنزل أن الله قد قال في كتابه {وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} ، فدين الإسلام يُضلل من يتبع الهوى و يتوعده بالعذاب الشديد.
فالاهواء يجب أن توافق الدين حتى يُنسب صاحبها للدين ، و لا يُكيف الدين حتى يوافق الأهواء ، كما فعل اليهود و النصارى و كافة من عبد غير الله.
و الكاتبه لها تاريخٌ في معارضة الكنيسة ، و هي ناشطة في حقوق المرأة ، التي كانت مهمشة و تعامل كالحيوان في أمريكا في وقت حياة الكاتبة ، فكانت الكاتبة تذدري الديانة و الكنيسة و تدعوا إلى كنيسة حرة …
Anthony herself said, “Work and worship are one with me. I can not imagine a God of the universe made happy by my getting down on my knees and calling him ‘great.'” …Wikipedia
و لها الحق أن لا تثق في كل من ادعى معرفة ما يريد الله منه ، فإن كنسيتها التي نشأت هي و أسرتها عليها ، قد انقسمت في حياتها الي كنيستين و مذهبين ! و أخذ الناس يتنقلون بينهما لأسباب عدة…
و في علاقة المرأة بالكنيسة، قال الشيخ بكر أبو زيد، في كتاب حراسة الفضيلة:
“ليُعلم أن النداء بتحرير المرأة تحت هاتين النظريتين: حرية المرأة و مساواة المرأة بالرجل، إنما ولدتا على أرض أوربة النصرانية في فرنسا، التي كانت ترى أن المرأة مصدر المعاصي، ومكمن السيئات والفجور، فهي جنس نجس يجتنب، ويحبط الأعمال، حتى ولو كان أُمـَّـًا أو أختًا.
هكذا نشر رهبان النصارى في أوربا هذا الموقف المعادي المتوتر من المرأة بينما كانوا -أي أولاء الرهبان- مكمن القذارة في الجسد والروح، ومجمع الجرائم الأخلاقية، ورجال الاختطاف للأطفال، لتربيتهم في الكنائس، وإخراجهم رهبانًا حاقدين، حتى تكاثر عدد الرهبان، وكونوا جمعًا مهولًا أمام الحكومات والرعايا.
ومن هذه المواقف الكهنوتية الغالية الجافية، صار الناس في توتر وكبت شديدين، حتى تولدت من ردود الفعل لديهم، هاتان النظريتان: المناداة بتحرير المرأة باسم: حرية المرأة وباسم: المساواة بين الرجل والمرأة، وشعارهما: رفض كل شيءٍ له صلة بالكنيسة وبرجال الدين الكنسي، وتضاعفت ردود الفعل، ونادوا بأن الدين والعلم لا يتفقان، وأن العقل والدين نقيضان، وبالغوا في النداءات للحرية المتطرفة الرامية إلى الإباحية والتحلل من أي قيد أو ضابط فطري أو ديني يَمس الحرية، حتى طغت هذه المناداة بحرية المرأة، إلى المناداة بمساواتها بالرجل بإلغاء جميع الفوارق بينهما وتحطيمها، دينية كانت أم اجتماعية، فكل رجل، وكل امرأة، حرٌّ يفعل ما يشاء، ويترك ما يشاء، لا سلطان عليه لدين، ولا أدب، ولا خلق، ولا سلطة.
حتى وصلت أوربة ومن ورائها الأمريكتان وغيرهما من بلاد الكفر إلى هذه الإباحية، والتهتك، والإخلال بناموس الحياة، وصاروا مصدر الوباء الأخلاقي للعالم.”
فيظهر مما تقدم، أن تفسير كلام هذه المرأة يجب أن يستند لسياق معتقدها و ديانتها و ما أحاط بهما من ملابسات، و من الخطاء الفادح تشبيه دين الإسلام بغيره من أديان الكفر بوجه من الوجوه، و أن الأخطاء التي قد يقعُ فيها بعض المنتسبين للإسلام يجب أن تُنسب إلى أشخاصهم، و دين الأسلام العظيم منها برىء.
هاني حلمي