قال تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة : 114]
و العبرة في الأية بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
و إن تفجير المدينة هو سعىٌ في خراب مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سعيٌ في منع مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم من أن يذكر فيه اسم الله…
يقولون في الأخبار لم تتأثر أعداد المصلين في مسجد رسول الله بعد التفجير!
و لو علموا الحق فلعلها تزيد رجاء الموت في مدينة رسول الله في شهر رمضان، و خير قتيل على وجه الأرض من قتلوه كلاب أهل النار!
و إن لمدينة رسول الله من الهيبة في قلوب المسلمين ما يجعلهم يمشون فيها مطأطأة رؤوسهم مهابة و إجلالاً لرسول الله ، و قد حدثني بعضهم فقال إني أمشي في طرقات المدينة رجاء أضع رجلي في موضع وضع فيه رسول الله رجله!
فكيف تسول لمسلم نفسه أن يرتدي حزاماً ناسفاً و يقتل به من لا علم له بحاله، على بعد أمتار من قبر رسول الله في ليلة من ليال رمضان وقت إفطار المسلمين!
و لعل هذا المفسد قد دخل عليه وقت المغرب و لم يصليه عمداً لانشغاله بقتل الناس و قتل نفسه!
فأسأل الله أن يوبقه في جهنم و لا يرحم فيه مغرز إبرة.
اللهم إيذاناً منك بخزي داعش في الدنيا و الأخرة.
اللهم إيذاناً منك بخزي داعش و من ناصرهم من المجوس و المشركين.
اللهم عليك بداعش و القاعدة و الإخوان و سائر الخوارج و من يبغونها عوجاً، فإنهم لا يعجزونك.
اللهم إنهم أضلوا عن سبيلك ، اللهم اقطع قرنهم و أفنيهم عن بكرة أبيهم.
اللهم إنهم أرادوا في مسجد رسولك بإلحاد بظلم، اللهم أذقهم في الدنيا و الأخرة من عذاب أليم، و اشف اللهم منهم صدور قوم مؤمنين.
قال أمامُ الحرم المكي في خطبتي جمعة يوم 11 ديسمبر 2015، أي قبل هذا الحادث بسبعة أشهر:
“إننا نُخاطِبُ هنا مُختطَفي العقول من قِبَل عصاباتِ “داعش” وقياداتها، وليس خطابُنا للقيادات نفسها؛ لأن الأيام والوقائِع أثبتَت أن مُنطلقات قياداتها ليست دينية، وإن تظاهَرت بذلك، وليست مُشكلتُهم فهمًا مُحرَّفًا للدين وإن استخدموه في خطابهم؛ بل إن إسلامَهم ابتداءً محلُّ شكٍّ كبيرٍ عند كثيرين، وعدمُه محلُّ جزمٍ عند الأكثر.”
و الله المستعان،
هاني حلمي