المقدمة الأولى:
أن الله عز و جل موصوف بصفات الكمال في أفعاله و أمره و نهيه ، ذلك أنه هو العليم الحكيم ، و الخبير القدير ، ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.
المقدمة الثانية:
أن الله عز و جل لم يأمر الإنسان إلا بما مصلحته خالصة متحققه أو ما مصلحته راجحة.
و أن الله عز و جل لم ينهى الإنسان إلا عن ما مفسدته خالصة متحققة أو ما مفسدته راجحة.
النتيجة الأولى:
الإقبالُ على علم ما أمر الله عز و جل و نهى، حتى يُحصل الإنسان مصالح الدنيا و الآخرة و يتجنب مفاسدهما.
النتيجة الثانية:
التسليمُ و انشراح الصدر لأمر الله القدري الكوني ، و العمل بأمر الله الشرعي و اجتناب نواهيه.
الخلاصة:
الأمر سهل و بسيط ، أو هكذا يبدو!
و لكن بين إحكام المقدمات و تحقيق النتائج جسرٌ ، لا يزال في بناء و هدم:
بنائه:
فطرة الله التي فطر الناس عليها.
ما معك من توحيد الله و الإيمان به.
كتاب الله المنزّل على خاتم أنبيائه.
سنة رسول الله المبينة لكتاب الله.
هدمه:
شيطانٌ يصدك عن العلم و العمل.
نفسٌ إمارة بالسوء.
هوىً مطاعٌ و شحٌ متبع.
قرناءُ سوءٍ و دعاةُ ضلالة.
فأنا وأنت و الخلق أجمعين في بناء و هدم لتلك الجسور:
التي من شد بنائها كان على الصراط المستقيم في الدنيا و جاز صراط الآخرة فوق جهنم.
و من أرخي حبال جسوره أو قطعها فذلك ناكبٌ عن الصراط المستقيم في الدنيا ، مخدوشٌ على صراط الآخرة أو ساقطٌ مخذول.
و ثمرة العقل حسنُ الأختيار!
هاني