وَجُرْمٍ جَرّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ…!

قال المتنبي:

وَجُرْمٍ جَرّهُ سُفَهَاءُ قَوْمٍ   وَحَلّ بغَير جارمِه العَذابُ

كلما مررت بهذا البيت وقع في قلبي هؤلاء السفهاء من الثائرين و الثائرات ، و من عدل اللغة أنهم قد شاركوا الثيران في أصل اشتقاق الكلمة! بيد أن الثور له فوائد ينتفع بها، وهؤلاء الثوار قد اضطرمت البلاد بفتنتهم، و اكتوى بها العباد و الدواب!

و أن من مقاصد الشريعة حفظ النفس و المال ، فأما ذهاب النفس في الثورات فحدث ولا حرج ، و لكل أجل كتاب.

أما ذهاب المال ، فتأمل حال الرجل يسعى في الرزق عمره ليؤمن لنفسه و أهله بيتاً يعيش من كرائه (إيجاره) ، أو حانوتاً (محلاً) يتجر على بابه ، ثم يأتي السفهاء الثوار يشعلون الأرض ناراً و يملئونها صياحاً ، فيأتي أهل القوة و السلاح فيدكون البيوت والمحال على رؤوس أصحابها ، فإن لم تذهب النفس يذهب تعب العمر و سعي السنين هباءً منثوراً ، و ينظر صاحبه إلى عمره و سعيه الذي صار تراباً أمام عينيه فيموت موتةً قبل الموت، إلا أنها لا بعث فيها ولا نشور!

أين ماء وجه المؤمنين بالثورات و الدعاة لها و هم يتباكون على قتلى الفرار إلى أوروبا! و هم سبب لما هم فيه من محن ، و سوف يُسألون عنهم يوم القيامة!
أيظن الثوار أن افعالهم أمام شاشات التلفاز كانت “ذات مسئولية محدودة”!
أيظن المصري الذي ثار  أنهبرئ من دم السوري الذي قلد ما فعل في مصر!
أم يظن أنه بريء من الدم البريء الذي سُفك نتيجة حماقاته الثورية!

قد ماجت بلاد المسلمين بفسادهم ، قطع الله دابرهم ، و أراح البلاد و العباد من شرورهم.

خيرٌ لهم أن يتوبوا و يُصلحوا و لا يلقوا الله ثواراً.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s