قال الطبري رحمه الله، في تفسير سورة الأنعام، أية رقم 65:
” … غير أن الكلام إذا تُنُوزع في تأويله، فحمله على الأغلب الأشهر من معناه أحق وأولى من غيره، ما لم تأت حجة مانعة من ذلك يجب التسليم لها.”
قلتُ ( هاني) : و هنا ثلاثة ضوابط :
“الأغلب و الأشهر” : و هذا يكون بتتبع موارد اللفظ في الشرع ، ثم موارد اللغة المحتج بها في لسان العرب في عصور الإحتجاج ، جرياً على أساليبهم.
” أحق و أولى” : و هذا تحوط من المفسر في رد ما قد يحتمله اللفظ من معاني صحيحة ، فيرتبها من حيث الأحقية بالمعنى المراد و لا يطرحها جملة ، فيقول في التفسير: أولى المعاني كذا و كذا ثم يورد باقي المعاني مرتبة.
“حجة مانعة” : ينبغي أن تكون الحجة شرعية ، صحيحة الدليل ظاهرة الدلالة ، و ليست شبهة عقلية أو دليلاً ضعيفاً أو دلالة موهومة.
هذه القاعدة، ضمن قواعد و ضوابط أخرى ، مفيدة في الترجيح بين التفاسير و معرفة أولى المعاني المرادة من الآيات.
هاني حلمي