ذكر الخطابي رحمه الله (ت 388 هـ) في رسالته ” بيان إعجاز القرآن ” ، وجه إعجاز القرأن بصنيعه في القلوب و تأثيره في النفوس، فقال رحمه الله:
قلتُ:
و هذا الوجه من إعجاز القرآن، كما في الصورة المرفقة ، أكثر ما وجدت أثره في غير الناطقين بالعربية ! فتراهم خاشعين مخبتين عند تلاوته و سماعه في الصلاة و خارجها ، مع أن إدراكهم للمعاني قليل لجهلهم اللغة.
قال تعالى ( و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر)
و تتفاوت الناس في هذا التيسير ، كل حسب ما يسر الله له من أسباب العلم ، و هذا من غاية إعجاز القرآن ، فكل يأخذ منه بحسب علمه فلا يزال العلماء ينهلون منه كل حسب توفيق الله له ، و لا يزال القران يفيض بهدايته و بركته على كل من تمسك به و لو بأدنى سبب.
و لقد سألتُ أحد جيراني المسلمين المداومين على صلاة الجماعة ، و هو أمريكي من أصل نيجيري لا يتحدث العربية ، سألته ماذا يقع في قلبك عند سماع القرآن ! هل تستحضر الترجمة أم ماذا تفهم !
قال أنا لا أفهم معنى تركيب الكلام ، و لكن أفهم معاني مفردة مثل : الجنة ، النار ، الكفار ، المؤمنين ، الغفور ، الرحيم … و عدد لي بعض الأسماء باللغة العربية و قال أنه لما يسمعها يقع في قلبه معانيها فيفرح بذكر الجنة و يفزع بذكر النار و يحب ذكر المؤمنين و يبغض ذكر الكفار و هكذا.
الحمد لله على نعمه التي لا تعد و لا تحصى ، و صل اللهم و سلم على نبينا محمد الهادي البشير النذير و على آله و صحبه أجمعين.
هاني حلمي