قال الشيخ محمد الخضر حسين، رحمه الله تعالى، في رسائل الإصلاح:
” … إن أقرب الناس منزلة من بهيمة الأنعام ، من يُخرج أعماله عن سلطان إرادته ، و يأخذ فيها بإرادة قومٍ لا يملكون من أسباب سعادته فتيلاً “
قلتُ (هاني) :
خذ جماعة الإخوان المسلمين إنموذجاً، و لا تغرنك اللحى ولا الصور فتسعة أعشار من ترى بقر!
مع الاعتذار للبقر ، فنفعها أقرب من ضر من فرق دينه و تحزب ، و سار مع القطيع ، أينما يوجه لا يأت بخير.
كل من فرق دينه و تحزب ، فبهيمة الأنعام أنفع للناس منه : فالدواب تستغفر للعلماء و يمطرُ بها الناس كما جاءت بذلك الآثار ، أما هؤلاء المتحزبون على الدين فيُخرجون الناس من دين الله أفواجاً و هم سبب البلاء و الغلاء.
مسكينٌ قد سول له الشيطان أن يختزل ملة إبراهيم في أفراد معدودين و أفكار معدودات ، و قد حجبته نفسه الإمارة بالسوء عن ضوء النهار ، و أسدل هواه عليه الستر، حتى تراقصت شياطين الظلام أمام ناظريه بنيرانها، فحسبها المغرور مصابيح هداية و مشاعل نور!
هذا المغبون الذي لم يدخل في السلم كافة و قد اتبع خطوات الشيطان، يظن أنه أهدى من قرون المسلمين الأولى ، و أنه قد أتى بما لم تأت به الأوائلُ ، و أنه أمين على كل مسلم حفيظ عليه حتى يعبر به إلى بر الأمان و شواطئ الإسلام ، حتى يرسو به على جزيرة جماعته و يسكنه كهف حزبه و عشيرته!
بالله عليكم هل لهذا المتحزب عقل يحترم!
إني قد اختلف مع بعض الناس في أمور ، و لكن لا يسقطون من عيني ما دام لهم عقل يُحترم قد يردهم عن غيهم.
و لكن كل متحزب ، فكأنه مكتوب على صدره ” ما عندي عقل يحترم” !
هاني حلمي