في طريق عودتي من عملي ، يصادف في الإذاعة برنامج من برامج الفتوى ، يتصل المستفتي يسأل و الشيخ يجيب.
و قد لفت انتباهي كثرة الأسئلة عن بر الأب الميت أو الأم الميته والصدقة عنهم و الحج عنهم و خلافه من أعمال البر.
و قد تأملتُ نبرات صوت السائلين و أصغيتُ بسمعي ، فوجدتُ للأسئلة باطناً غير ظاهرها!
عامة الأسئلة ليست من باب “حسن العهد بالميت” و بره ، بل هي من باب “الإعتذار عن التقصير” في حقه حال حياته و محاولة تدارك ذلك بعد موته ، و شتان بين الأمرين!
هذه ذكرى لنفسي و لمن كان والديه أو أحدهما حياً يرزق.
لا تؤجل إحسان اليوم إلى الغد.
ليتني كنتُ عند أبي و أمي أقبل قدميهما بكرةً و عشياً ، و ما يمنعني إلا دراهم أجمعها في دار غربة!
{فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}
هاني حلمي