لا تعدو قدْرك…!

لا يعلم المرء قدر غيره إلا إذا علِم قدر نفسه ووضعها في موضعها الذي يليق بها.

قال شيخ الإسلام بن تيمية، رحمه الله تعالى، في “قطعة من جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية”، ص 172 ، نشرة دار عالم الفوائد.

“العالمُ يعرفُ الجاهل لأنه كان جاهلاً ، و الجاهلُ لا يعرفُ العالمُ لأنه ما كان عالماً”

قلتُ (هاني):

و إن عامة جناية الناس بعضهم على بعض ما هو إلا من وضيعٍ رفع من شأن نفسه فجحد لأهل الفضل فضلهم ، أو من فاضلٍ واسع الصدر قد حط من قدر نفسه و استمع لهذيان الحمقي فعدوه واحداً منهم.

و من هذا الباب كان الكبر و مراعاة حظوظ النفس هي أعظم اسباب ترك الانقياد للحق، و ليس جهل الحق هو سبب ترك الانقياد له كما يظن كثيرٌ من الناس!

فإن على الحق نوراً يهدي به الله من أشرق قلبه بنور الإنصاف و التواضع لله تعالى، أما المتكبر فهو محجوب عن الحق لعدم إرادته إصابةالحق أصالةً ، و بعضهم يتفق له أصابة الحق مع كبره ، و ليس ذلك إلا لأن هواه قد وافق الحق ، فيقع إتفاقاً و ليس قصداً ، و هذا مسلكٌ دقيقٌ في محاسبة النفس و نقد المقالات، و عندها تُسكب العبرات ، نسأل الله السلامة و السداد و القبول.

قال الفضيل بن عياض، رحمه الله تعالى، في المنتخب من معجم شيوخ السمعاني ص( 668):

“رأسُ الأدبِ عندنا أن يعرفَ الرجلُ قدره”

اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علماً.

هاني

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s