قال ابن القيم رحمه الله، في مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية و المعطلة، ص 465.
“… فإن ما تلقاه أهل الحديث وعلماؤه بالقبول والتصديق فهو محصل للعلم ، مفيد لليقين ، ولا عبرة بمن عداهم من المتكلمين والأصوليين ، فإن الاعتبار في الإجماع على كل أمر من الأمور الدينية بأهل العلم به دون غيرهم . كما لم يعتبر في الإجماع على الأحكام الشرعية إلا العلماء بها ، دون المتكلمين والنحاة والأطباء ، وكذلك لا يعتبر في الإجماع على صدق الحديث وعدم صدقه إلا أهل العلم بالحديث وطرقه وعلله ، وهم علماء الحديث ، العالمون بأحوال نبيهم ،، الضابطون لأقواله وأفعاله ، المعتنون بها أشد من عناية المقلدين لأقوال متبوعيهم .”
قلتُ (هاني):
و هذا واضح في بداهة العقول، أن لا يلتفتُ لقول الشواذ الذين لا يُعرفون بالانتساب للعلم اصلاً ، فضلاً على أن يتكلموا في مسائله، بل إنني أتهمُ عقلَ من يتابع مثل هؤلاء على ما يفترون ، و لو أن الواحد ممن يتابعهم قيل له اشتر هذه السيارة فإن تاجر الدراجات ينصحُ بها لاتهمه بخفة العقل!
فما الحال في دين رب العالمين الذي سوف يسأل عنه مالك يوم الدين!
كيف ترضى أن تحمل عن هذا و أمثاله ، بل العجب أن البعض يسميهم ” تنويريين” و هم في دركات هاوية من الضلالة ، و لكن الطيور على أشكالها تقع.و أني لا ألوم هذا المفتون الضال بقدر ما ألوم من يتابعه على هذيانه ، فأي ذنب أذنب حتى يتلقف قلبه هذا الهذيان!
قال الذهبي رحمه الله في السير:
فالداء قديمٌ… (تشابهت قلوبهم) ، و اليوم نسمعهم يقولون :
لو أنهم تركوا أحاديث البخاري،
لو انهم تركوا أحاديث الردة،
لو انهم تركوا أحاديث الختان،
لو انهم تركوا أحاديث السمع و الطاعة،
لو أنهم تركوا أحاديث الصبر على جور السلطان،
لو أنهم تركوا أحاديث الجهاد،
لو أنهم تركوا أحاديث الأمر بتسوية القبور،
و الذي بعث محمد بالحق، لن يترك أهل السنة حرفاً صحيحاً عن رسول الله حتى يلقوه على الحوض،
و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
هاني حلمي