قال تعالى:
{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) لِّيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (73)} [الأحزاب : 72-73]
الظلم و الجهل وصفان لازمان للإنسان لا يخرج منهما إلا بالعلم و التقوى…
فالعلم بالله و كلماته و أحكام دينه يرفع اللهُ به عن الإنسان وصف الجهل، فيعلم مراد الله منه و لأي شيء خلقه و كيف لطفه به، و عنايته به من حين يقدر خلقه إلى أن يحط رحله في الجنة بكرم منه و محض فضل ، و كلما ترقى الإنسان في أصول العلم كلما ارتفع عنه وصف الجهل وتلبس بوصف العلم.
و ملازمة تقوى الله مع العلم يرفع اللهُ بهما عن الإنسان وصف الظلم، و يقيه من فتن الشهوات و الشبهات، فيعلم الإنسان مراد الله منه و يختار و يؤثر هذا المراد على مراد نفسه و شهواته، حتى يصير مراده و هواه تبعاً لمراد الله الشرعي، فيرتفع عنه وصف الظلم كلما ترقى في لزوم العلم و التقوى.
و الناس كل الناس بين تلك المنازل، ما بين محلقٍ بجناحيه في السماء و خالدٍ إلى الأرض ، حتى يفصل الله بين الخلق في يوم عظيم مشهود.
هذه خلاصة حياة المسلم، فهو في صراعٍ من أجل الخلاص من وصف الظلم و الجهل، حتى يكون مؤهلاً للخلود في الجنة ، بفضل من الله و رحمة.
و إذا غلب عليه وصف الجهل و الظلم و مات عليهما، و العياذ بالله، فإن كانا في أصل شجرة الإنسان: و هو الكفر ؛ أُلقي في النار خالداً فيها، و إن كانا في فروع الشجرة : و هي الكبائر و الذنوب، طهرته النار ، إلا أن يعفو الله عنه، ثم يصير إلى الجنة… جعلنا الله من أهلها دون حساب و لا سابقة عذاب.
هاني حلمي