الشيخُ الفضائي…!

هذه قاعدة عامة لمن يريد السلامة في دينه وأن يلقى الله غداً مسلماً ، سليم القلب غير متلبس بشرك أو بدعة.

“كل من سلك طريق برامج الفضائيات ليعلمك دينك فهو مُتهم في دينه صاحب غرض حتي يثبت خلافه”

و تفصيل ذلك هو نظرية “الفرقعة الإعلامية” و حشد أكبر عدد من المشاهدين، من مؤيد و معارض، مستنكر و مستفهم، فيحصل الغرض من جمع أموال المُعلنين، و لا بأس بتضييع دين المشاهدين، و ما خفي من كيدهم أعظم، و الله عليم بالمفسدين.

فكلما كان المتحدث أشد شذوذاً ، كان البرنامج أشد إقبالاً ، و سعر ثانية الأعلان أكبر، فيحصل المقصود و يتم المراد.

وتلك الظاهرة ترجع في الأساس إلي فساد أذواق الناس ولهثهم وراء كل غريبة و شاذة ، وهم يحسبون كل هلالي رغيف و كل بحيرة راهب ، و ما هم إلا شياطين الأنس من الذين لبسوا ثوب العلم و لبّسوا على الناس دينهم ، ولا عتب عليهم ، فمن يعتب على شيطان ضال ! ، فكلٌ ميسر لما خلق له.

فأسمع نصيحتي و شارك في دحض باطلهم بترك ذكرهم ، فلن يردعهم إلا أهمال الذكر ، فذلك يقضى على أغراضهم من المنبع ، و لكن نشر باطلهم و لو على سبيل التحذير ، فهو من الدعاية لهم ، فكم من غافل كان لا يعلم بهم و قد أصبح متابعاً لمّا سمع بهم من شخص يحذر منهم!

فإن قلتَ معترضاً : و اجب على من يعلم باطلهم أن يُحذر الناس منهم ، قلتُ: في باطلهم ما يغني عن التحذير منهم.

فالمتصدر إن كان شذوذه خفي المسلك يدخل على الناس فهذا يُنبه عليه، أما من كان شاذاً صليبةً باطلاً رأساً، فحسبك من شر سماعه، فالخوض فيه هو غاية ما يريده، فهو يفرح أن له ذكراً و لو كان لعن اللاعنين.

و من الحكمة معرفة نوع من الباطل الذي يجب الوقوف له و الجهاد في دفعه، و تمييزه من الباطل الذى يكون جهاده بإهماله و ترك ذكره، فهذا النوع الأخير يجرك للمعركة حتى تنتعش سوقه و تنفق بضاعته،…و لكل حالة لبوسها، و لا يصلح مع كل مبتدع ما يصلح مع الآخر.

و مثال ذلك عندنا في مصر : إسلام البحيري و سعد الدين الهلالي و أضرابهم، فبعد أن كادت سوقهم تكسد نفقت من جديد و ازدهرت … و السبب هو كثرة تداول الناس لمقالاتهم الفاسدة!!

كنتُ لما برز قرن الهلالي و البحيري أُكني عنهم و لا أذكرهم بالاسم ، فقلتُ كما في صددر هذا المنشور ” … يحسبون كل هلالي مدور، و كل بحيرة راهب” ثقة أن ضلال مثل هؤلاء إلى زوال فلا داعي لذكرهم بالاسم لما في ذلك من دعاية لهم… كنتُ أحسب أن الناس يرون هؤلاء كما أراهم!

فإنني أرى البحيري تقطرُ الزندقة من قسمات وجهه و نظرات عينه و هفوات لسانه، و عليه من سرابيل الضلال ما يغني عن مناقشة ما يقول…

فإن من يرد تراث المسلمين جملة ، بلا شبهة و لا تعليل ، إلا الغل في نفسه و الحقد على الإسلام و أهله ، فذلك سوف تأكله النار من الداخل قبل أن يظهر له دخان…

و لا يتصدر لمثل هذا إلا من كان عنده هوى في نفسه قد وافق الحق، فلا أصاب من أشاع ذكره و جعله طرفاً في نقاش ، فمثله كان قديماً يضرب بالنعال و يُطاف به الأسواق ، أو يستتاب و إلا …

و الهلالي خطره أعظم من البحيري، فإن سلطان الشهادة و المنصب الأكاديمي يجعل الناس تقع في شباكه، و منهجه يؤدي إلى الشك في الشريعة و اتباع الهوى على أنه هو الشريعة… و من يناقش العوام  -ممن يتابعوا برنامجه- يرى أثر ذلك واضحاً فيهم!

و على النقيض منهم، الاخوان المسلمون، فقد تكلم فيهم أهل العلم و أزروا عليهم على المنابر و في كل مناسبة، و ذلك لأن فتنتهم عامة مشتبههة بالحق، خفية المسلك، خادعة … فوجب التحذير و التأصيل و البيان…

و الله المستعان.

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s