هذه بعض النصائح و الأحكام و المُلح الخاصة بشهر رمضان و ما يتعلق به، كانت مفرقة عندي في الواجّوه (فيس بوك) فجمعتها هنا مرتبة و وضعت لكل منها عنواناً مناسباً لتقريب مضمونها، لعل الله ينفع بها قلباً واعياً …
(1)
من الشعر الرائق في استقبال الشهر الكريم…!
و أنشد الرافعي…
(2)
معنى قَوْلُهُ تعالى في الحديث القدسي: (الصِّيَامُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)…!
قال ابن عبد البر رحمه الله:
مَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ الصَّوْمَ لَا يظهر من بن آدَمَ فِي قَوْلٍ وَلَا عَمَلٍ وَإِنَّمَا هُوَ نِيَّةٌ يَنْطَوِي عَلَيْهَا لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللَّهُ وَلَيْسَتْ مِمَّا يَظْهَرُ فَيَكْتُبُهَا الْحَفَظَةُ كَمَا تَكْتُبُ الذِّكْرَ وَالصَّلَاةَ وَالصَّدَقَةَ وَسَائِرَ أَعْمَالِ الظَّاهِرِ
لِأَنَّ الصَّوْمَ فِي الشَّرِيعَةِ لَيْسَ هُوَ بِالْإِمْسَاكِ عَنِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ دُونَ اسْتِشْعَارِ النِّيَّةِ وَاعْتِقَادِ النِّيَّةِ بِأَنَّ تَرْكَهُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ وَالْجِمَاعَ ابْتِغَاءَ ثَوَابِ اللَّهِ وَرَغْبَتَهُ فِيمَا نَدَبَ إِلَيْهِ تَزَلُّفًا وَقُرْبَةً مِنْهُ كُلُّ ذَلِكَ مِنْهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا لَا يُرِيدُ بِهِ غَيْرَ اللَّهِ – عَزَّ وَجَلَّ
وَمَنْ لَمْ يَنْوِ بِصَوْمِهِ أَنَّهُ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَلَيْسَ بِصِيَامٍ فَلِهَذَا قُلْنَا إِنَّهُ لَا تَطَّلِعُ عَلَيْهِ الْحَفَظَةُ لِأَنَّ التَّارِكَ لِلْأَكْلِ وَالشُّرْبِ لَيْسَ بِصَائِمٍ فِي الشَّرْعِ إِلَّا أَنْ يَنْوِيَ بِفِعْلِهِ ذلك التقرب إلى الله تعالى بما أَمَرَهُ بِهِ وَرَضِيَهُ مِنْ تَرْكِهِ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ لَهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيَكَ لَهُ لَا لِأَحَدٍ سِوَاهُ
فَمَعْنَى قَوْلِهِ الصَّوْمُ لِي وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَكُلُّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ فَهُوَ له ولكنه ظَاهِرٌ وَالصَّوْمُ لَيْسَ بِظَاهِرٍ وَفِي قَوْلِهِ الصَّوْمُ لِي فَضْلٌ عَظِيمٌ لِلصَّوْمِ لِأَنَّهُ لَا يُضَافُ إِلَيْهِ إِلَّا أَكْرَمُ الْأُمُورِ وَأَفْضَلُ الْأَعْمَالِ كَمَا قَالَ بَيْتُ اللَّهِ فِي الْكَعْبَةِ…
(3)
معنى قوله صلى الله عليه و سلم: ” إيماناً و احتساباً”…!
قال الخطابي رحمه الله:
قوله: «إيمانا واحتسابا»، أي: نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق به، والرغبة في ثوابه طيبة نفسه غير كارهة له، ولا مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب.
(4)
{السَّائِحُونَ} في كتاب الله : الصائمون…!
قال الزجاج: ” السائحون في قول أهل التفسير و اللغة جميعاً : الصائمون”
قال القتبي : ” و أصل السائح: الذاهب في الأرض” … ” والسائح في الأرض ممتنع من الشهوات فشبه الصائم به لإمساكه في صومه عن المطعم و المشرب النكاح”
(5)
التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات…!
قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله، في كتاب لطائف المعارف :
” واعلم أنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة – يعني الأكل و الشرب و النكاح – في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه” خرجه البخاري….
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ” رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر”
وسر هذا: أن التقرب إلى الله تعالى بترك المباحات لا يكمل إلا بعد التقرب إليه بترك المحرمات، فمن ارتكب المحرمات ثم تقرب إلى الله تعالى بترك المباحات كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل، وإن كان صومه مجزئا عند الجمهور بحيث لا يؤمر بإعادته لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه لخصوصه دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به هذا هو قول جمهور العلماء.”
(6)
الصيام و حلاوة مرضاة الله…!
و كذلك قال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله، في كتاب لطائف المعارف :
” لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهواته، قدم رضا مولاه على هواه فصارت لذته في ترك شهواته لله لإيمانه باطلاع الله وثوابه أعظم من لذته في تناولها في الخلوة، إيثارا لرضا ربه على هوى نفسه.
بل المؤمن يكره ذلك في خلوته أشد من كراهته لألم الضرب، ولهذا كثير من المؤمنين لو ضرب على أن يفطر في شهر رمضان لغير عذر لم يفعل لعلمه لكراهة الله لفطره في هذا الشهر وهذا من علامات الإيمان: أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أن الله يكرهها فتصير لذته فيما يرضى مولاه وإن كان مخالفا لهواه ويكون ألمه فيما يكره مولاه وإن كان موافقا لهواه.
وإذا كان هذا فيما حرم لعارض الصوم من الطعام والشراب ومباشرة النساء فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق: كالزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال أو الأعراض بغير حق وسفك الدماء المحرمة فإن هذا يسخطه الله على كل حال وفي كل زمان ومكان.
فإذا كمل إيمان المؤمن كره ذلك كله أعظم من كراهته للقتل والضرب ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم من علامات وجود حلاوة الإيمان أن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار.”
(7)
في عدد ركعات القيام…!
الأمر في عدد ركعات قيام الليل و صفتها فيه سعة و لله الحمد، و جرى عمل المسلمين على ذلك … و لكن نقر الركوع و السجود و الإخلال بهما، ليس فيه سعة، بل هو محرمٌ ، ولا يعد من التخفيف، بل هو من الاستهانة بالعبادة و بقدر المعبود عز و جل.
هاني حلمي
(8)
من أثار غفلة المسلمين عن دينهم اختزال شهر رمضان في زخارف و عادات اجتماعية…!
كثيرٌ من غير المسلمين الذين يعيشون وسط المسلمين، لا يعرفون عن رمضان إلا زينة الأسواق و تغير مواعيد و قائمة الطعام في المطاعم!
رمضان شهر القرأن، كلام الله المُعجز إلى الأنس و الجن، هذا ما يجب علينا نشره و يجب على كل من يسمع بشهر رمضان أن لا يتبادر ذهنه إلا إلى أمر واحد، ألا و هو القرآن العظيم.
و ما دل عليه القرأن فهو من القرآن ، فيدخل في ذلك الصدقات و إطعام الطعام و قيام الليل…و سائر أعمال الخير.
و إن توظيف شهر رمضان توظيفاً دعائياً لحطام الدنيا، و الله إنه لمن الاستهانة بشعائر الله التي أمر بتعظيمها، بل و صد عن سبيل الله، فبدلاً من دعوة الناس لكتاب ربهم، يسلسلهم شياطين الأنس بسلاسل من الغفلة و الشهوة…و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
هاني حلمي
(9)
حقيقة الصوم…!
قال للشيخ / أحمد شاكر رحمه الله:
” أيُّها السادة: إنِّي أرى في كثير مما اتخذنا من العادات في الصوم ما ينافي حقيقته، بل ما يحبط الأجر عليه، بل ما يزيد الإنسان به إثمًا.
فَهِمنا أنَّ معنى قيام الليل، سهر الليل، فسرنا نسهر في القهوات والنوادي، لا نفكِّر إلا في اللهو واللعب، إلي ساعة متأخرة من الليل، ثم نأكل ما شاء الله أن نأكل، ثم نصبح مرهقين متعبين، قد ضاقت صدورنا، واضطربت أعصابنا، وساءت أخلاقنا، فلا يكاد اثنان يتحدثان، حتى ينفجر الغضب، وتثور الثائرة، وتتدفَّق الألفاظ النابية، إلي ما ترون من حال، كلُّكم تعرفونها، وقد تعتذرون لصاحبها بأنَّه صائم. ولا استثني من ذلك أحدًا إلا من عصم الله.
فانظروا وتفكروا، وقارنوا هذه الحال الشاذة الشائعة في الصوم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم إني صائم)). وذلك أنَّ الصائم ينبغي أن يكون هادئ النفس، رضي الخلق، يضع نصب عينه أنَّ الصيام جُنَّة له من الآثم، جُنَّة له من سوء الخلق، جُنَّة له مِن المعاصي، جُنَّة له من فحش القول، جُنَّة له من قول الزور والعمل به.
والذي ينبغي لكم في هذا الشهر المبارك– إن سمعتم لنصحي– أن تتَّبعوا شريعتكم في الصيام ؛ فتقتصدوا في الطعام والشراب، عند الفطور وعند السحور، وأن تجعلوا سهركم، إن سهرتم، في قراءة القرآن وتدبُّره، ومن استطاع منكم أن يقوم الليل فليفعل ؛ وذلك أن يصلي في بيته أو مسجده ما شاء الله له أن يصلى.
وهذه هي صلاة التراويح التى غُيِّرت عن أصلها، فصار المصلون ينقرونها سراعًا في وقت تصير بعد صلاة العشاء، صلاة لا تنفع ولا تقبل، وإنما الصلاة ما كانت في خشوع وطمأنينة، وكلما أخَّرها المصلِّى إلي ما بعد الثلث الأول من الليل كان أفضل. ثم ينام أحدكم ما شاء الله له أن ينام، ثم يقوم قبل الفجر فيطعم طعامًا خفيفًا للسحور، ثم يصلي الفجر، وإن شاء نام بعد ذلك، وإن شاء تصرَّف في شأنه وعمله.
أمَّا الذين يأكلون عند انقضاء سهرتهم، ثم ينامون إلي ما بعد طلوع الشمس- فإنهم يخالفون سنة الإسلام في السحور، وأخشى أن يذهب تركهم صلاة الفجر بثواب صيامهم، فلا هم صاموا ولا هم أفطروا. وليس لله حاجة في أن يدعوا طعامهم وشرابهم، إذ لم يطيعوا أمره ؛ ولم يأخذوا بسنة نبيه، وإذ أضاعوا صلاة الفجر عن وقتها عمدًا.”
من مقال للشيخ / أحمد شاكر رحمه الله بمناسبة استقبال شهر رمضان ، في 1361 من هجرة رسول الله صلى الله عليه و سلم.
(10)
قال ابن القيم رحمه الله:
“أفضل الصوام : أكثرهم ذكراً لله عز و جل في صومهم” الوابل الصيب ، ص 104
(11)
فقهُ الصيام…!
(12)
مراتب الصوم …!
(13)
جدول القُرّاء في رمضان…!
منذ أن بدأ شهر رمضان و قد أخذت المساجد الكبيرة في الأعلان عن جدول القُرّاء ، يوزعون أيام الشهر عليهم ، اليوم فلان و غداً فلان.
و ما على المصلي التقي إلا أن يستسلم للذة الطرب و ينعم مع تلكم الأصوات المتكلفة إطرابه و استخراج آهاته و دموعه…
و بعض المصلين يطارد قارئه المفضل عبر المساجد ، فيصلي كل يوم في مسجد قاصداً صوت القارئ و لا غير!
و تسمع العجب من بعض المصلين ، فتراهم يقولون: هذا عندي أفضل من هذا ، و هذا يؤثر فيّ ، و هذا يشعرني بالخشوع ، و هذا يبكيني، و هذا سيكا و هذا بياتي.. ايه و الله!
ثم تسأل الواحد منهم ، ما معني قول الله تعالي كذا ، فتراه يحملق فيك كالمصروع ، أو يهذي بأي هذيان يخطر بباله.
إنما نزل القرآن لتدبره و العمل به و يُتوصل لذلك بتلاوته تعبداً لله به ، و لم ينزل ليصير لعبة تلوكه الألسنة و تهز به الحناجر ، و القلب لاه والعقل في سكرة!
المعنى أولاً و هو المقصود ، و هو الذي يدوم أثره في القلوب و يشرح الله به الصدور، و لو أراد الله أن يُسير بكتابٍ الجبال أو تُكلم به الموتى و تُقطع به الأرض ، لكان بهذا القرآن.
تدبروا معاني الكتاب ، ارجعوا لكتب التفسير و غريب القرآن ، اسألوا أهل العلم عن ما أشكل عليكم من معانيه ، و اسألوا الله الرحمة بالقرآن و الشفاء بالقرآن و الهداية بالقرآن.
و ما المصائب التي تحل تباعاً على المسلمين إلا من التفريط في المعاني و التمسك بالقشور و المظاهر ، فترى قراءة ولا قراءة ، و صلاة و لا صلاة ، و تراويح ولا تراويح ، و صوم ولا صوم ، و علم ولا علم ، و إلى الله المشتكى.
و من غلبة هذا المزاج السطحي قصر الناس لقب القرّاء على ائمة الصلاة، و هذا خلاف العرف الشرعي للكلمة، فالقرّاء في استعمال السلف همُ العلماء!
اللهم اهدنا في من هديت، و صل اللهم و سلم على محمد و آله و صحبه و من اتبع النور الذي أنزل معه إلى يوم الدين.
هاني حلمي
(14)
شهر رمضان و اختبار الانتفاع بالعلم…!
إن معيار الانتفاع بعلوم الشريعة هو فهم كتاب الله و سنة رسول الله، على مُراد الله و مُراد رسوله، و العمل بمقتضاهما، و ما وراء ذلك من النفع إلا ترفٌ فكري أو مرمة معاش.
و في شهر رمضان دأب العلماء و طلبة العلم على طي الكتب و العكوف على كتاب الله تلاوة و صلاة، و لا غرابة في ذلك فهو شهر القرأن.
إن أردت اختبار انتفاعك بما تعلمت من علوم الشريعة منذ أخر رمضان، فانظر في حالك مع القرأن، فأن ازددت فهماً لمعانية، و ألفة مع أسلوبه، و رق طبعك في تذوق أفانين بلاغته، و ازددت بصيرة في محكمه و متشابهه، و تواطأ قلبك مع لسانك، و أثر في قلبك ترغيبه و ترهيبه…فقد انتفعت بما تعلمت من علوم الشريعة.
فإن منزلة كتاب الله من علوم الشريعة كمنزلة متن العلم من حواشيه، فأنت تعكف على الحواشي لتفهم المتن، فاذا انفردت بالمتن و لم تفهم معانيه و لم تؤثر في قلبك علماً فما نفعتك الحواشي شيئاً!
مثال: إن كنت تدرس العقيدة مثلاً، و درست أبواب الصفات، ثم خلوت بكتاب الله في رمضان، هل تشعر بالفرق في فهم أيات الصفات و مدلولاتها و معانيها، و هل أحدثت دراستك لأبواب الصفات أثراً على تلقيك لمعاني كتاب الله، و أحدثت عندك خشية و إنابة و رهبة، أم أن الامر عندك على السواء!
هكذا يكون تقييم طالب العلم لانتفاعه بعلمه.
و الله المستعان،
هاني حلمي
(15)
فقهُ معاني الأذكار و شهرُ الصوم…!
إن كنت ممن أنعم الله عليهم بالهداية، و تسعى في إعداد قلبك لموسم الرحمة و المغفرة، فخذ هذه النصيحة و استمسك بها.
(((((عليك بفقه معاني الأذكار)))))
تعلم و تدبر معاني ما يردده لسانك من تسبيح و تحميد و تهليل، و معاني أسماء الله، و أذكار طرفي النهار، و أذكار الصلاة من استفتاح ، و بعد التشهد، و بعد السلام،…، و الأذكار مطلقاً.
فإن فضل ذكر الله لا يحصيه إلا الله، و أجره من أعظم الأجور، و هو ملازم لك في كل عبادة، بل هو في ذاته من أعظم العبادة.
و يتفاوت الناس في منازل النعيم بذكر الله تفاوتاً عظيماً تبعاً لما يردُ على القلب من المعاني الحاصلة من تكرار لفظ الذكر على اللسان.
و فقه معاني الأذكار يرجع إلي أمور كليه منها:
فقه معاني اللغة و دلالات مفرداتها و تراكيب أساليبها على المعاني.
فقه معاني الشرع، لأن ألفاظ الشرع تخصص مثيلاتها من ألفاظ اللغة، و تقصر معانيها على معان شرعية.
فقه عقيدة أهل السنة و الجماعة، خاصة في أبواب التوحيد ، و القدر، و الأسماء و الصفات ، فعليها مدار الذكر.
فقه معاني أسماء و صفات الله تعالى، و استحضار أثاراها و التفكر في مناسبتها للذكر.
فإذا منّ الله عليك و تعلمت معاني ما تذكر به الله عز و جل، فجاهد نفسك و استحضر قلبك عند ذكر الله و لا تهيم في أودية الخاطر، و تأمل المعاني و قلب وجوهها، فإن لها أثراً عجيباً في سكينة النفس و راحة البال و تفريج الهموم و انشراح الصدر و بهجة القلب.
و تتميماً للفائدة راجع مقال فقه معاني الأذكار
و الله المستعان،
هاني حلمي
(16)
الاعتكاف…!
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله:
الاعتكاف هو: التفرغ للعبادة والخلوة بالله لذلك، وهذهِ هي الخلوة الشرعية. (15/438).
وهو مشروع في رمضان وغيره، ومع الصيام أفضل، وإن اعتكف من غير صوم فلا بأس على الصحيح من قولي العلماء. (15/438).
يستحب لمن اعتكف العشر الأواخر من رمضان دخول معتكفه بعد صلاة الفجر من اليوم الحادي والعشرين، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ويخرج متى انتهت العشر. (15/442).
الذي على المعتكف أن يلزم معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك، أو لحاجة الطعام إذا لم يتيسر له من يحضره، فيخرج لحاجته. (15/440).
محل الاعتكاف المساجد التي تقام فيها صلاة الجماعة، وإذا كان يتخلل اعتكافه جمعة فالأفضل أن يكون في المسجد الجامع إذا تيسر ذلك. (15/442).
إن كان المسجد لا تقام فيه الجماعة لم يصح الاعتكاف فيه. (15/444).
يصح الاعتكاف في غير المساجد الثلاثة. (15/444).
الاختيارات الفقهية للشيخ بن باز رحمه الله ، جمع خالد العجمي.
(17)
في فضل السحور…!
وجدت هذه الأحاديث مجموعة في السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رحمه الله تعالى…
و في رياض الصالحين للشيخ النووي رحمه الله تعالى:
(18)
و هذه جملة من أحكام و آداب الصيام مجموعة في رياض الصالحين…!
(19)
حمل المأموم المصحف في الفريضة أو النافلة…!
[ السؤال: للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ]
سؤالي يا فضيلةالشيخ: ما حكم النظر في المصحف في صلاة الفرض والنفل؟ وما حكم القراءة ببعض الأدعية كدعاء الاستخارة في صلاة النافلة؟
الجواب:
القراءة من المصحف في صلاة الفريضة والنافلة إن كان يمكن أن يقرأ بدون ذلك فهو أفضل؛ لأن القراءة في المصحف تحتاج إلى نظر، وتحتاج إلى حمل المصحف، وإلى وضعه، وإلى تقليب الأوراق.. وكلها حركات، فإذا كان الإنسان لا بد أن يقرأ فلا بأس سواء في الفريضة أو في النافلة،
ومن ذلك -أي: من القراءة في الفريضة- أن بعض الناس في فجر يوم الجمعة لم يحفظ ( الم تنزيل السجدة)، ولا:﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ﴾ [الإنسان:1] فبعض الناس يترك هذه السنة لأنه لم يحفظها، فنقول: الحمد لله الأمر واسع، إذا كنت لا تحفظها عن ظهر قلب فاقرأ بها من المصحف ولا حرج في هذا، وقد كانت أم المؤمنين رضي الله عنها تقرأ في صلاتها في التهجد من المصحف، فلا حرج.
أما إذا كان ليس له حاجة للقراءة في المصحف فلا يقرأ في المصحف.
وإنني بهذه المناسبة أود أن أنبه إلى شيء كان الناس يفعلونه ثم تقاصروا فيه -والحمد لله- وهو: أن بعض المأمومين في التراويح في رمضان أو في صلاة التهجد يأخذ المصحف ليتابع الإمام، وهذا غلط؛ لأن هذا يؤدي إلى حركات لا داعي لها، ويمنع المصلي من وضع اليد على الصدر، وربما يسرح في نظره إلى الآيات في المصحف عن استماع الإمام، نعم لو أن الإمام لم يحفظ جيداً فقال لبعض المأمومين: يا فلان! صل ورائي، وإذا غلطت فرد علي، فهذا لا بأس به لأن فيها مصلحة، أما لمجرد المتابعة فلا.
المصدر: سلسلة اللقاء الشهري > اللقاء الشهري [58]
(20)
حكم الصلاة خلف المذياع أو التلفاز…!
[ السؤال: للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ]
أحسن الله إليكم. السائل عبد الله من الجزائر يقول: في رمضان أصلي الفريضة في المسجد، ثم يعود يتابع الصلاة من المذياع صلاة التراويح، ويصلي معهم ويدعو معهم، ويشعر وكأنه معهم يقول: أحيانا أبكي معهم، هل صلاة التراويح هذه جائزة، علما بأنني أصلي الفريضة في مسجدي في بلدي؟
الجواب:
الشيخ: نعم، هذه ليست جائزة ولا تقبل منه؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». وصلاة الجماعة لا بد فيها أن يشارك المأموم إمامه في المكان، فإن ضاق المسجد واتصلت الصفوف حتى خرجوا إلى السوق فلا بأس، أما أن يصلى الإنسان في بيته على المذياع أو على التلفاز مع الجماعة فهذا باطل ولا تصح الصلاة، لكن هذا الرجل الذي فعل ما فعل جاهلاً أرجو الله تعالى أن يكتب له الأجر على نيته.
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [373]
(21)
حكم دعاء القنوت في التراويح و حكم رفع اليدين فيه…!
قال الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في كتاب : ( تحفة المجيب ص 137 – 1388 )
أما الدعاء في صلاة التراويح بذلك التطويل فبدعة ، بدعة ، بدعة ، الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – علم الحسن أن يقول : « اللهم اهدني فيمن هديت ،وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت ».
ومرة سمعت وأنا في بيتنا شريطاً لولد صغير كأنه يتغنى ، اللهم ، اللهم ، اللهم ، اللهم ، حصلت بيننا معركة في البيت أبغي آخذ الشريط وأكسره ، وهم يقولون : ليس بشريطنا ، والحمد لله أخذته وكسرته ، أي نعم ضجرت وأنا أسمع يا إخوان في شأن قضية الخليج…
وهكذا ما يحدث في الحرمين من ذلك التطويل ليس مشروعا، وخير الهدي هدي محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – .
أما رفع اليدين في القنوت فإنه من طريق : عبدالله بن نافع بن أبي العمياء، وهو ضعيف. وجاء في «مسند الإمام أحمد» من حديث أنس ولكن أصله في «الصحيحين» وليس فيه رفع اليدين ، فنحن في شك من ثبوتها. فنحن الآن على أن رفع اليدين في دعاء القنوت ليس بمشروع.
(22)
ليلةُ القدر …!
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله:
قيام ليلة القدر يكون بالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن وغير ذلك من وجوه الخير. (15/426).
قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وأن أوتار العشر أرجى من غيرها. (15/426).
ليلة القدر متنقلة في العشر، وليست في ليلة معينة منها دائماً، فقد تكون في ليلة أحد وعشرين، أو ثلاث وعشرين، أو خمس وعشرين، أو ليلة سبع وعشرين وهي أحرى الليالي، وقد تكون في تسع وعشرين، وقد تكون في الأشفاع. (15/426- 427).
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بمزيد اجتهاد لا يفعله في العشرين الأول، وكان أصحابه رضي الله عنهم، وكان السلف بعدهم، يعظمون هذه العشر ويجتهدون فيها بأنواع الخير. (15/427).
من قام العشر جميعاً أدرك ليلة القدر. (15/430)
الإختيارات الفقهية للشيخ بن باز رحمه الله ، جمع خالد العجمي.
(23)
من فقه إخراج الصدقات …!
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي» .
تخريج الألباني رحمه الله (صحيح) [حم د ت ك] عن ابن عمر [حم ن هـ] عن أبي هريرة. الإرواء ٨٧٧.
و قال الشيخ أحمد شاكر في المسند: ” وقد أعل بعض العلماء هذا الحديث بعلل لا تقوم عند النقد، أنا ذاكرها إن شاء الله…”
معنى:” ذو مرة سوي”:
قال البغوي رحمه الله في شرح السنة: “المرة: القوة، وأصلها من شدة فتل الحبل، يقال: أمررت الحبل: إذا أحكمت فتله…”
و قال البيهقي في معرفة السنن و الآثار: ” والمراد بهذه القوة: قوة الاكتساب…” إلى أن قال: ” وإنما نعتبر ما اعتبره الله تعالى من الفقر والمسكنة ، ومن كان له مال يغنيه، ويغني عياله، أو حرفة تكفيهما، فهو خارج من معنى الفقر والمسكنة، فلم يستحق بها شيئا، والله أعلم”
(24)
الصنف الثالث … الغريب !
الناس بعد رمضان أصناف ثلاثة :
الأول ، الذي كان يتقرب إلى الله بالعمل الصالح من صيام و صلاة و صدقة و قرأة قرأن ، ثم سمت همته و أخذ على نفسه العهد بالاستقامة و المداومة على العمل الصالح و التفقه في الدين ، فمثله عسى أن يدخل في قوله تعالى ( و الذين اهتدوا زادهم هدى) ، و هذا بخير المنازل.
الثاني ، و هو من كان غافلاً معرضاً أو معانداً مدبراً ، فلم يكن الشهر الفضيل يعني له شيئاً ، سادراً في غيه ، مجيباً داعي شهوته ، مقيماً على عاداته ، فهذا مفرط مخذول ، فأن دبت في قلبه الحياة فسوف يندم على مافرط و إلا سوف يندم حين لا ينفع الندم.
الثالث ، و هو من كان مستقيماً لله في رمضان ، ثم أدار ظهره إلى ربه ، و ترك ما كان فيه من إستقامة ، و هذا لو أنه قد ذاق حلاوة القرب من الله و لذة العبادة لما نكس على عقبيه ، لو أن قلبه شهد كتاب الله وتدبر ما يتلوه أو يتلى عليه منه لما رضي عن الإستقامة لله بديلا ، وللأسف ، كثير من المسلمين من هذا الصنف ، عباداً موسميين ، ليس الاستقامة لله عندهم منهج ثابت مطرد يجري في شريان الحياة…
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب.
هاني حلمي
(25)
أين ذهبوا…!
أغفر الله لهم فتركوا العمل!
أشَبِعت قلوبهم من ذكر الله!
أم أنهم ملوا الذكر و تلاوة القرأن!
لعلهم مرضوا!
كيف و كتاب الله شفاء و رحمة للمؤمنين!
إذاً بلغوا الغاية!
وما كانت غايتهم!
ختمة! دمعة!
ثم عادت الصفوف خالية تشكوا الى الله جفاء المسلمين!
هاني حلمي
(26)
ما الحكمة من صيام ست من شوال؟
الجواب:
الشيخ (ابن عثيمين): الحكمة من صيام ست من شوال هي الحكمة في بقية النوافل التي شرعها الله لعباده لتكمل بها الفرائض، فإن صيام ست من شوال بمنزلة الراتبة بالصلاة التي تكون بعدها ليكمل بها ما حصل من نقص في الفريضة، ومن حكمة الله تعالى ورحمته أنه جعل للفرائض سنناً تكمل بها وترقع بها، فصيام ست أيام من شوال فيه هذه الفائدة العظيمة، وفيه تكميل صيام السنة، فإنه قد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان وأتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر».
المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [75]