أبو سليمان هو الإمام الخطابي رحمه الله، في كتاب العزلة:
قلتُ:
قول النخعي رحمه الله ليس من قبيل الورع البارد و التواضع الزائف، بل هذا ما ينبغي أن يكون عليه كل ذي علم، فهو يزري علي نفسه و يباعد بينها و بين الشهرة و التقدم، وذلك لأنه علِم نفسه و شرها و علِم حال أهل زمانه و شرهم، فلم يسع إلي الشهرة ، ويأبي الله إلا أن يرفع ذِكره بعد موته، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!
وكم من عالم عامل خامل و هو عند الله كبير، وكم من متصدر متعالم يُخشي عليه أن يكون من أول من تُسعر بهم النار، والعياذ بالله من الخذلان.
ولو تأملتَ حال بعض المتصدرين المكثرين من أهل زماننا، لوجدت لسان حاله يقول: إن دهراً ما صرتُ فيه فقيه أهله لدهر سوء!
هاني حلمي