هذه بعض المسائل المنتقاه من كتاب المسائل والأجوبة، لخطيب أهل السنة والجماعة ابن قتيبة الدِّينَوري [تُوفي ٢٧٦ هـ] ، كنت قد نشرتها متفرقة على صفحة الواجّوه (فيسبوك) وجمعتها هنا لتكون كلها في مكان واحد ويسهل الرجوع إليها، لما فيها من فوائد عزيزة وترجيحات نفيسة.
قال ابن قتيبة الدِّينَوري [تُوفي ٢٧٦ هـ] رحمه الله؛ في كتابه [المسائل والأجوبة]:
—




سألتَ عن قولِ اللهِ جَلَّ وعَزَّ: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} وقولِهِ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَو نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا أَو مِثْلِهَا} وقلتَ: هل في القرآن شَيءٌ أحسنُ من شَيءٍ؟
والذي عندي في قولهِ: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}. أن معناه اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم. وقد يأتي أَفْعَلُ في مَعْنى فاعِلٍ وأَشْباهِها، ولا يُرادُ بها أفعلُ من كذا، كقولِهِم: فلانٌ أَوْحَدُ، يُرادُ به واحدُ زَمانِهِ، وفلانٌ أَمْيَلُ عن الحقِّ وأَنْكَبُ: يُرادُ بهِ [مائلٌ] وناكبٌ، وفلانٌ أَوْجَلُ أي وَجِلٌ، قال الشاعر:
لَعَمْرُكَ ما أدري وإني لأَوْجَلُ … على أيِّنا تَعْدُو المنيّةُ أَوَّلُ
وكان أبو عبيدةَ يقولُ في قولهِم: اللهُ أَكْبَرُ، أي الله الكبيرُ، وكذلك اللهُ أَجَلُّ وأعظَمُ، أي الجليلُ العظيمُ، ومثلُ هذا كثيرٌ.
وأمّا قولُهُ: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَو نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيرٍ مِنْهَا}. فإنّهُ أرادَ نأت بخير منها لكم، أي أَسْهَلَ وأَخَفَّ عليكم، وإذا كانت أَخَفَّ علينا فهي خَيرٌ لنا.”