كلماتٌ حول فيروس كورونا…!

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،،

هذه مجموعة مقالات قصيرة وتعليقات على الأخبار تدور حول فيروس كورونا، كتبتها ونشرتها على الفيسبوك في فترة الحجر الصحي المنزلي التي دامت قرابة ثلاثة أشهر من شهر مارس 2020 إلى شهر يونيو من نفس السنة، جمعت هذه الكتابات هنا كي لا تضيع مع الزمن، وذكرى لنفسي ولكل معتبر… وما أحسن مأ أنشد ابن دريد في مقصورته:

مَن لَم تُفِدهُ عِبَراً أَيّامُهُ كانَ
العَمـى أَولى بِهِ مِن الهُدى

مَن لَم يَعِظهُ الدَهرُ لَم يَنفَعـهُ
ماراح بِهِ الواعِظُ يَوماً أَو غَدا

مَن قاسَ ما لَم يَرَهُ بِما يرى
أَراهُ ما يَـدنو إِلَيـهِ مـا نَـأى


أراء الرويبضة…!

لعل هذه الأزمة التي يمر بها العالم أظهرت للناس أن طوائف المهرجين؛ من ممثلين ومغنين ولاعبي كرة وغيرهم، ما هم إلا كغثاء سيل؛ فإذا جاء أمر الله خنس ذكرهم؛ ولم تسمع لهم ركزاً؛ وكانوا نسياً منسياً!

كأنهم ما ملئوا الدنيا يوماً؛ إلا كما يملأ زبد السيل مجراه ثم يختفي! عملهم وآثارهم مثلاً للباطل الذي ذكره الله في كتابه:

{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ} [الرعد : 17]

وإن المُنصف ليرى أن الجماهير في العالم كانت مطبقة على سراب باطل؛ و أن هؤلاء المهرجين قد شغلوا الدنيا بلا شيء ينفع البشر؛ إلا تضييع أعمارهم ونهب أموالهم.

ولم يخسر العالم شيئاً يُذكر بفقدهم!

الكارثة الآن في آراء هؤلاء المهرجين؛ فإنهم تركوا الطبل والزمر واللعب؛ وتفرغوا للكلام في أمر العامة؛ فتسمع منهم باطلاً يفوق قناطير أموالهم من مكاسبهم الباطلة التي غذيت بها لحومهم.

يثيرون سُخط الناس بمعيشتهم البازخة؛ و بأرائهم السافلة!

وما ذلك إلا من إهمال ذكرهم؛ وذهاب الأضواء عنهم؛ والتفات الناس لما هم فيه…

قطع الله دابرهم؛ وأمات ذكرهم؛ ورحم العالم من فتنة زخرفهم وباطلهم.

هاني


نظرة في إحصائيات فيروس كورونا…!

لا ينفك الناس يتابعون إحصاء أعداد الإصابات وأعداد الوفيات والمتعافين، في كل بلد في العالم، على مدار الساعة…

وبحكم التخصص، يمكنني الجزم أن أكثر ما يمكن أن يخدعك هو الأرقام والإحصاء، إن لم توضع بعض الأسس في فهم كيفية عرض الإحصاء، والملابسات الواقعية التي تهدي أو تضل عن القراءة الصحيحة لمدلول الإحصاء.

ومن الملاحظات المؤثرة في استقبال دلالات إحصائيات فيروس كورونا ما يلي:

• لا يمكن رسم علاقة إحصائية صحيحة مطردة بين عدد المصابين وعدد الموتى وعدد المتعافين…

• رقم أعداد المصابين في كل دولة يتأثر بشكل أساسي بعدد الاختبارات المتاحة، أو يمكن أن نقول نسبة الاختبارات التي تم تقديمها لنسبة المصابين، وهذه نقطة فارقة في الأرقام، لأن أعراض الإصابة مختلفة، فلا يمكن مقارنة أعداد دولة تعد من جاء إليها مريضاً مثل إيطاليا، مع أعداد دولة أجرت ملايين الاختبارات مثل كوريا الجنوبية!

• تعداد سكان كل دولة كذلك هو من العوامل المؤثرة في فهم دلالات الأرقام، فتساوي عدد حالات الإصابة بالهند اليوم مع عدد حالات الإصابة بالكويت، ليس له دلالة واحدة، بالنظر لتعداد السكان لا غير، مع افتراض ثبات سائر العوامل الأخرى.

• ‏كذلك أعداد المصابين غير منسوبة للأقاليم أو المدن أو المحافظات، مما يجعل دلالة العلاقة بين تعداد سكان الدولة بالنسبة لعدد الإصابات دلالة ضعيفة، إذ قد يكون المرضى في مدينة واحدة و سائر البلاد بخير.

• كذلك العوامل الديموغرافية الخاصة بتركيبة السكان، و حركة التنقل داخل الدولة، ومن وإلى الدولة، مثلاً تساوي الإصابات بالإمارات بمثيلتها في الإكوادور، مع ثبات باقي العوامل الأخرى، لا دلالة للمقارنة بين دولة تستقبل مطاراتها طائرة كل ٣٠ ثانية، وعامة الناس مغتربين يتنقلون إلى بلدانهم، ودولة غير ذلك…

• ‏أعداد الموتى كعدد مطلق لا يدل على شيء يعتد به! دون النظر في سنه، وحالته الصحية قبل الإصابة، و حالة الرعاية الصحية في بلده، فعدد حالات الوفيات بإيران – إن كانوا صادقين- لا يمكن مقارنتة بعدد الوفيات في إيطاليا أو الصين، مع ثبات سائر العوامل الأخرى.

• ‏كذلك نسبة المرضى في كل فئة عمرية تختلف كثيراً بين الدول، كوريا الجنوبية على سبيل المثال يمثل عدد المصابين في عمر أكثر من ٦٠ عاماً ما يقارب ٢٠% ، والباقي من فئات عمرية أصغر، وفئة العشرين سنة تمثل ٣٠% من إجمالي المصابين، وهذا مع العوامل الأخرى بخاصة معدل الاختبار، يجعل أرقام الوفيات لا دلالة لها ألبته، ولا تخلص منها باستنتاج صحيح…

واعلموا أن مصدر الإحصاء هو الدول والحكومات، التي تعتمد كل منها طريقة مختلفة في الحصر والتقرير، مما يجعل دلالة العلاقة بين الأرقام ضرباً من الكهانة…

عرض الإحصائيات له شياطين في كل زمان وكل حادثة، يجعلون الأرقام تقول ما في أنفسهم لا ما في حقيقة الأمر، نعرفه في أرقام الشركات والمؤشرات وغيرها… فلا تستدل برقم على شيء قبل أن تعرف مخبره…

وقد ذم الله اقواماً أذاعوا وما نظروا:

{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء : 83]

نسأل الله أن لا نكون من هؤلاء، ونساله وحده العفو والعافية، وأن يحفظنا و سائر بلاد المسلمين من كل سوء.

هاني


في وباء كورونا ومنع صلاة الجماعة…!

منعت كل من الكويت والإمارات صلاة الجمعة والجماعة في المساجد، وتم إغلاقها على إثر الخوف من انتشار فيروس كورونا…

وهذه بعض النصائح:

• إن كنت من المحافظين على صلاة الجماعة في المسجد، فأجر صلاتك ببيتك كأجر ما اعتدت عليه من صلاة الجماعة، قياساً لعذر منع ولي الأمر على أعذار المرض والسفر، كما عند البخاري من حديث أبي موسى الأشعري: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا “.

• وإن كانت الصلاة والدعاء من أعظم الأسباب الشرعية التي يرفع الله بها الوباء والبلاء، إلا أنه يجب السمع والطاعة لولاة الأمور في المعروف؛ بغض النظر عن رأيك في جواز ترك الجماعة لتلك النازلة، لقوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء : 59]

فإن ولاة الأمور ومن أفتوهم سيلقون الله باجتهادهم – وهو أعلم بهم – فيجازيهم عليه.

• احرص على أداء صلاة الجماعة في وقتها، في جماعة بيتك وأهلك إن أمكن، وإلا وحدك، فإن الصلاة على وقتها من أحب الأعمال إلى الله، وصلاة الاثنين خير من صلاة الفرد، والثلاثة خير من اثنين…

• حبذا لو صليت مع امرأتك وأولادك، تعليماً وترغيباً وامتثالاً لأمر الله بأمرهم بالصلاة.

• إن كنت تشتكي نقر أئمة المساجد للصلاة في بلدك، فأنت أمير نفسك الآن، فأتم صلاتك وأقرأ بما شئت.

• ارفع صوتك بالقراءة في الصلوات الجهرية، وإن كنت وحدك.

• راجع محفوظاتك من القرآن ولا تقتصر في صلاتك دائماً على قصارى السور.

• ‏لا تغفل عن التسبيح والذكر بعد الصلاة، وكذلك أذكار الصباح والمساء.

• واستحضر أن الصلاة في البيوت نوراً للبيت وأهله، وتحضر البيت الملائكة، وامتثل قوله صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داوود في السنن بسند صحيح “لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا…” قال صاحب عون المعبود : أي لا تتركوا الصلوات والعبادة فتكونوا فيها كأنكم أموات. شبه المكان الخالي عن العبادة بالقبور، والغافل عنها بالميت.

• ‏لو زدت على ما اعتدت عليه من السنن النوافل فنورٌ على نور…وإن عجزت فلا تعجز عن ركعتي الفجر قبل فريضة الفجر، وعن ركعة الوتر.

• خاصة لإخواني من مصر، صلاة الفجر وهي صلاة الصبح، موعدها من أذان الفجر إلى طلوع الشمس، هذا وقتها بالإجماع، وهي غير ممتدة للظهر! ولا تُصلى عند الاستيقاظ من النوم!

• ‏وأخيراً، لا تحزن، فإن أمر المؤمن كله خير، فهو ما بين نعمة حقها الشكر، ومصيبة حقها الصبر، وكلاهما خير للمؤمن، وليس ذلك لأحد إلا المؤمن كما ورد بالحديث، فعليك بمقامات الإيمان، من التوحيد والمحبة لله والإخلاص، والتوكل عليه، وشكره على نعمه، والصبر على أقداره، وكن منيباً مخبتاً محتسباً غير هلوع ولا مذياع…ولا تتشبه بأخلاق المغضوب عليهم والضالين، وكن على الهدى قدر جهدك، والله حسبنا وهو نعم الوكيل.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

هاني


وكتبتُ أول ليلة في رمضان، وكانت المساجد مغلقة:

تقبل الله منا ومنكم.

صلاة الليل في البيوت تُسن من الليلة؛ فاجعلوا بيوتكم قبلة؛ وتذوقوا حلاوة القيام والقرآن وحدكم؛ تدبروا كلام الله؛ وناجوه بكلامه عز وجل؛ وادعوه عند آيات الرحمة والرجاء؛ واستعيذوا به عند آيات النار والعذاب؛ واشرحوا بكلام الله صدراً؛ فإن هذا القرآن نزل لهدايتك أنت وهو طريق سعادتك في الدنيا والآخرة؛ انظر في الآيات والتمس الهداية لنفسك؛ فستجدها بإذن الله؛ لا بأس أن تجعل بجوارك كتاباً في التفسير أو تطبيق على الهاتف؛ ترجع له بين الركعات لتراجع معنى أية أشكل عليك؛ وجاهد نفسك في استحضار فكرك وعقلك في تدبر الآيات؛ لا بأس أن تكررها أثناء التلاوة في الصلاة حتى ترتوي من معناها؛ فإن صلاح القلب بتدبر المعاني؛ وما ضيع الدين في القلوب إلا الوقوف على المظاهر والعادات وترك تدبر المعاني والمقاصد والعِظات…

اللهم اهدنا لما تحب وترضى؛
وتقبل منا إنك أنت السميع العليم.
وصل اللهم وسلم على محمد وآله وصحبه.


إن قلوب المؤمنين معلقة بالمساجد؛
تحن إلى بيوت الله؛ حنين الولد إلى أمه؛
اللهم رضاً بقضائك؛ وتسليماً لحكمتك؛
لك العُتبى حتى ترضى.

93913295_10156833929041577_7538488587478630400_o


نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ…!

روي عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أنه قال: ” نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ، يَكُفُّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ وَدِينَهُ وَعِرْضَهُ”

والصومعة: مَنارُ الراهِبِ، والتَّرَهُّبُ: التَّعَبُّدُ ، وإنما أراد مشابهة الراهب في الإنقطاع إلى صومعته، وكأنه يقول أن اعتزال الناس في الشر عبادة، و هو كذلك حال السلم والأمن، فما بالك عند انتشار الأوبئة و الأمراض!

فإن في الكف والاعتزال راحة وإجماماً للقلب، فإن زاد عليها صيانة البدن من الأوبئة فبها ونعم.

فإن ألجأك زمانك للجلوس بالبيت، من غير ضراء مضرة، فهي نعمة من الله ينبغي شكرها، إذ أن عندك بيت يؤويك، فكم من لا بيت له يؤيه، ثم تحمد الله أن رزقك السكينة والعافية، فكم من مبتلى بلا سكينة ولا عافية.

فلك في بيتك أن لا تسمع ما تكره من لغو وباطل.
ولك في بيتك أن لا ترى كل سفيه ثقيل على الروح.
ولك في بيتك أن لا تجادل ولا تشاحن ولا تجهل.
ولك في بيتك أن لا ترى الكاسيات العاريات المنافقات.
ولك في بيتك أن تخلو بكتاب يناجيك وتناجيه.
ولك في بيتك أن تتفقد حال أهلك في معيشتهم.

ومن لا يجد السكينة في بيته فقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت، فإنما سميت البيوت سكناً من السكينة والراحة من عناء ما بعد أبوابها.

فإن التمست السكينة في بيتك ولم تجدها فعليك بإصلاح الخلل، وانظر أولاً في نفسك التي بين جنبيك، أصلح ما بينك وبين الله، فيصلح الله لك دنياك وآخرتك…

هاني


كهف كل مؤمن اليوم بيته…!

{فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا}

فروا من قدر الله إلى قدر الله؛ فكان عاقبة أمرهم خيراً.

توكلوا على الله، و أخذوا بالأسباب ودخلوا الكهف؛ فلم يتعرضوا للهلاك؛ و نجاهم الله وفرج عنهم من حيث لم يحتسبوا.

فعلوا سبباً ظاهراً في السلامة؛ وأحسنوا الظن بالله أن يجعل هذا السبب مؤثراً في نجاتهم.

هذه هي حقيقة التوكل على الله…

وقبل الأخذ بالسبب المادي الظاهر (دخول الكهف) ؛ أخذوا بسبب شرعي وهو (الدعاء):

{إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}

الله عز وجل حكيم خبير، جعل لحصول الخير ودفع الشر أسباباً شرعية وأسباباً مادية، وعلى المؤمن أن يأخذ بكل من السبب الشرعي والسبب المادي لحصول مطلوبه.

ومن الأسباب الشرعية لحصول الخير ودفع الشر الدعاء.
ومن الأسباب المادية لحصول السلامة من الأمراض:
الحجر الصحي، والعزلة، والنظافة وغيرها.

والله قد أمر بهذا وهذا، ولا تعارض بينهما، فهما يكملان بعضهما البعض، وهذه هي حقيقة التوكل على الله.

فترك الأسباب المادية، خلل في التوكل، وتنقصٌ من حكمة الله، الذي جعل الأسباب سبباً لحصول مسبباتها، فالنكاح سبب في الولد، والطعام سبب في الحياة، وهكذا.

وكذلك اعتماد القلب على الأسباب المادية وحدها، دون الإيمان أن تأثير هذه الأسباب هو بإذن الله، يعد خللاً في التوكل، لأن الأسباب لا تنفع ولا تضر إلا بإذن الله.

فالطريقة المُثلى، هي التوكل على الله واعتماد القلب عليه، مع الأخذ بالأسباب المادية والشرعية – ومنها الدعاء- لحصول المطلوب.

فالنبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا الدعاء والرقية لدفع المرض، ومع ذلك أمر بالتداوي بالعلاجات، كالعسل والحبة السوداء، فلا تعارض بينهما، وكلاهما أخذ بالأسباب وتوكل على الله.

هاني


آمناً في بيتك!
معاف في جسدك!
عندك قوت يومك!

هذه نعمٌ قد حُرم منها كثير من الناس؛
وخصك الله بها من دون كثير من خلقه؛
من غير ما عمل منك تستحق الإنعام عليه!
ومن غير ما شكر منك لتستمر هذه النعم!

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

” مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا

حيزت له الدنيا! أي كأنما أعطي الدنيا بأسرها…
وهو أعظم ما يطلبه كل حي: الآمن؛ والمعافاة؛ والرزق.

وكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ:

” الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مَنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُئْوِيَ”

فكم من…! تفيد الكثرة؛ كثرة من لا راحم لهم ولا حان عليهم؛ ولا بيت لهم ولا وطن…

ثم تأتي بعد ذلك؛ تعصي الله في بيتك!
أو تضجر من الجلوس فيه وتسيء أخلاقك مع أهلك!
أو تترك الصلاة وتركن للخمول والكسل!
أو تغرق في لهو باطل؛ و غفلة مسكرة!

أهكذا شكرُ النعمة!
أهكذا يقابلُ المُنعمُ عز وجل!
أتحسب أنه خصك بالنعمة لفضلك!
وحرم منها غيرك لخسته!

أفيقوا عباد الله…فإنها كما أنشد أبو تمام:

نِـعَـمٌ إِذا رُعِـيَت بِشُكرٍ لَم تَزَل
نِعَماً وَإِن لَم تُرعَ فَهيَ مَصائِبُ

هاني


أي المرضين أحق بالخوف…!

الأمراض والأوبئة نوعان:

أمراض وأوبئة الأبدان بالفيروسات والميكروبات وغيرها.
وأمراض القلوب بالشُبهات والشهوات والبدع.

ومرض القلب هو الضرر الحقيقي، ومنها مرض القلب بالنفاق والارتياب، وهو أعلاها، ومرضه بالشهوات، كشهوة الزنا، وهي المعنية بقوله تعالى ” فيطمع الذي في قلبه مرض“، ومنها أمراض الشُبهات وأعلاها البدع الاعتقادية ثم العملية…

وهذه الأمراض إما كفر وإما فسق وإما ظلم، بحسب ما يقوم بالقلب المريض، والتي إن لم يتب صاحبها قبل موته، ويصلح قلبه لله تعالى، فإنه يُخشى عليه نار الأخرة لتطهره من مرضه.

وأما أمراض البدن ، فهي في حق المؤمن الصابر المحتسب نعمة ورفعة، فيكفر الله بالمرض سيئاته، أو يرفع من درجاته، ويضاعف له في أجره حتى يبلغ مراتب الشهداء، وحتى يلقى الله وما عليه خطيئة.

فأي المرضين أحق بالخوف!

ولو خاف الناس مرض القلب معشار خوفهم مرض البدن؛ لسادت السكينة، وغشيتنا الرحمة، ولكن الأمور المعنوية الخفية تدرك ببصيرة الإيمان، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين! فهذا من ذاك.

خلافاً للمحسوسات، التي يستوي في إدراكها كل البشر، مؤمنهم وكافرهم.

والعافية، تمام العافية، أن يعافيك الله من هذا وذاك، وذلك بالتوكل على الله والجد في الأخذ بالأسباب في تحصيل عافية القلوب والأبدان.

وجماع عافية القلب والبدن اتباع علم الكتاب والسنة.

فإن الله عز وجل أوحى لرسوله صلى الله عليه وسلم كل ما يصلح عليه قلوب وأبدان بني البشر إلى قيام الساعة.

كل ما دل عليه الكتاب والسنة هو صيانة للإنسان، وكل ما خالفهما هو سعي في فساده، وتمهيداً إلى عذابه.

ستنقضي أيام هذا الوباء ويذهبُ المرض بإذن الله؛ و تبقى الصيانة والوقاية من أمراض القلب ما لم تفارق الروح الجسد؛ عسى المرء أن يلقى ربه بقلب سليم.

هاني


تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد…!

هذا كتاب يفوق في أهميته كتاب ابن الوردي “النبا عن الوبا” لأن واضع الكتاب كان طبيبا مشهورا، وشاعرا مطبوعا من كبار شعراء الأندلس ويعتبر كتابه أهم وثيقة علمية عن الطاعون الأسود، ومات بعد سنوات من اختفاء هذا الطاعون يوم 7 شعبان سنة 771هـ ، شهد الطاعون أو الوباء الأعظم الذي سماه الافرنج الطاعون الأسود Pestc noire الذي انتشر سنة 749هجرية_1347م من الصين واجتاح بعض أقطار آسيا وحوض المتوسط الى أن وصل الى سواحل الأندلس في ربيع 749هجرية.

وكان ابن خاتمة يراقب ويشاهد المرضى ويسجل مشاهداته وملاحظاته التي ساعدته على تقرير نظريته في كيفية انتقال المرض بين الناس وأودعها في كتابه تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد…

المقال كاملاً على هذا الرابط؛ تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد

وهو علامة أخرى من علامات سبق المسلمين العلمي قبل سحب بساط البحث العلمي التجريبي من تحت أرجلهم، وتوليه قوم لا خلاق لهم من الكفار من كل جنس.

هاني


كلّ شيءٍ قاتلٌ حينَ تلقى أَجَلَك
وَالمَنايا رصدٌ لِلفَتى حَيثُ سَلَك

السلكة أمُ السليك.
شاعرة جاهلية من شعراء الحماسة.


5

في الخبر تجريم الصين لأكل الحيوانات البرية، والصعوبات المتوقعة من منع الاتجار بها…!

الصين التي تحتجز المسلمين الإيجور جبرياً في معسكرات لتمسخ عقيدتهم، زعماً أنها تعلمهم وتؤهلهم!

فلنري من حقه أن يعلم من؟

في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنه:

“نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، وَعَنْ كُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ”

وروي النهي عَنْ أَكْلِ الْهِرِّ وعن أكل القنفذ وأكل الغراب والحية والعقرب والفأرة، والحشرات، وكذلك النهي عن أكل البغال والحمر الأهلية، وكذلك الكلب والخنزير…

و عليه نزلت الشريعة الإسلامية بتحريم الاتجار في ما يحرم أكله إن كان بيعه للأكل، ويحرم بيعه إن لم تكن به منفعة…

وهذا ما تريد الصين تطبيقه اليوم!

المسلمون يعلمونه ويعملون به منذ أنزل الله كتابه على رسوله.

ففي شريعة الإسلام كل خير للبشر، فشريعة الإسلام رحمة بالخلق، وصيانة لهم عن الأمراض والأوبئة، شريعة من الله العليم الخبير.

عند المسلمين من العلم الإلهي الذي لا ينطق عن الهوى، ما لو كانت اتبعته الصين لما أصيبت بالأوباء والأمراض ونشرتها في العالم مما تسبب في التضييق على عدد كبير سكان الأرض؛ إما بالحجر الصحي، أو تحديد الإقامة، أو منع السفر، بل وصل الأمر في بعض بلاد المسلمين لمنع صلاة الجماعة خوفاً من انتشار الوباء،…فلم يسلم أحد من تداعيات هذا الوباء.

قال تعالى {قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ} [الأنعام : 104]

ينبغي على المسلم التأمل في الكون من حوله، ويزنه بما أنزل الله من الحق والميزان، ولا يخر على الأخبار ناقلاً لها وناعقاً بها دون تبصر وتأمل؛ ولذلك تُطالع الأخبار وإلا كانت مضيعة للوقت بلا طائل.

تأمل تدرك!

هاني


4

الماء هو حل أزمة بريطانيا العظمي…!

أخرج البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا تَبَرَّزَ لِحَاجَتِهِ أَتَيْتُهُ بِمَاءٍ فَيَغْسِلُ بِهِ.

ولكن كيف يقلدون المسلمين! والطهارة بالماء شعيرة دينهم! وكيف يرجعون للفطرة السليمة! ويتركون ما هم عليه لسُنة نبي من العرب!

ولو جاء الأمر من دعاة البيئة؛ الذين ينوحون على الشجر المقطوع لصنع الورق؛ لأجابوهم طائعين!

الأزمة في العقول!


وانظر كذلك المقالات:

فيروس كورونا على طاولة كازينو سوق المال…!

يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ…!

وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ…!

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s