منذ أن نزل هذا الوباء ولزمت بيتي؛ اتخذت شُرفته مكتباً؛ فصرت أنظر إلى السماء أكثر من ذي قبل…
وحسبُ السماوات شرفاً أن الله فوقهن؛ وحسبُنا شرفاً أن ننظر لنفس السماء التي كان يقلب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه؛ وحسب المؤمن بالسماء أن الله قد جعلها معراج روحه؛ فهي أول منازل الأرواح إلى بلاد الأفراح…
هذه سماء الليلة الماضية؛ من أرض حبس الوباء أهلها في بيوتهم؛ وكأن السماء تواسي بعضهم؛ تتزين لهم وتقول: إن الذي بدل ألواني بقادر على أن يبدل أحوالكم…
{وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} [الذاريات : 22]
يعني عند الله في السماء تقدير أرزاقكم وما توعدون من خير وشر.
وعن الحسن البصري رحمه الله أنه كان إذا رأى السحاب قال لأصحابه: فيه والله رزقكم ولكنكم تحرمونه بخطاياكم وأعمالكم!
هاني
السابع من أبريل 2020 ، في الحجر الصحي المنزلي، منزلي بإمارة دُبي
كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ…!
بالأمس كانت الحرارة شديدة؛ ولم أجلس بالشُرقة لشدة سطوع الشمس؛ واليوم من حيث لا نحتسب؛ جاء الله بجبال من سحاب كثيف؛ وتغير الجو كله؛ فلا استطيع الجلوس بالشُرفة لبرودة الريح؛ وغزارة المطر!
وهكذا المقادير والأرزاق في سرعة تقلبها؛ وهكذا يأتي الله بالفرج من بعد الشدة؛ يأتى به الله وحده إذ شاء؛ من حيث لا يحتسب الناس ولا يعلمون؛ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ؛ يجبر الكسير وييسر العسير ؛ لا يُخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله .
{يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن : 29]
أخرج بن ماجة رحمه الله؛ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ } قَالَ: ” مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَغْفِرَ ذَنْبًا، وَيُفَرِّجَ كَرْبًا، وَيَرْفَعَ قَوْمًا، وَيَخْفِضَ آخَرِينَ “.
اللهم فرجاً قريباً.
الخامس عشر من شهر أبريل 2020 ، في الحجر الصحي المنزلي، منزلي بإمارة دُبي
تعقيب: كلماتٌ حول فيروس كورونا…! | هاني حلمي