يأكلون بالباطل أموال الناس ثم يوزعون الغنائم بالعدل والقسطاس…!

وهذا من عجائب أخلاق الذين كفروا بربهم…

في الخبر المرفق؛ أحد السياح في مدينة الخطيئة الأمريكية “لاس فيجاس” كان يقامر بأحد ماكينات القمار؛ وقد كسب مبلغاً قدره 229 ألف دولار أمريكي؛ لكن الماكينة لم تخبره بأنه ربح بسبب خطأ في البرجمة! وذهب الرجل دون أن يدري …

بعد مدة من الزمن اكتشفت الهيئة المسئولة عن القِمار العطل بالماكينة؛ وقامتت بتتبع كاميرات المراقبة لتعرف الرابح؛ ثم اتصلوا به وأخبروه أنه قد فاز بالمبلغ؛ وأخبروه أن ياتي ليأخذ جائزته؛ وذلك بعد ان غادر المدينة…

سينظر فريق من المسلمين لهذا النوع من الأخبار ويقول؛ انظر لأخلاق الكفار؛ ويمدح في أمانتهم وعدلهم…؛وبعضهم سيردد أن هذا هو الإسلام ولكن بلا مسلمين! … إلى أخرهذه الهزيمة الفكرية والنظرة السطحية.

والحق أن هذا النوع من الأخلاق هي أخلاق مصلحية نفعية مفيدة للتجارة والأعمال؛ ومن وراء تلك الأخلاق قوانين صارمة لتضمن تدفق المقامرين وتوزيع الغنائم بالعدل! فإن العدل مفيد حيث ما وُضع!

وأي أخلاق حسنة في قوم كفروا بربهم؛ وأحلوا ما حُرم عليهم في الإنجيل والتوراة؛ على ما فيهم من تحريف؛ ثم يعدلون في توزيع ما أكلوه بينهم بالباطل!

ويحضرني ما كتبه الشيخ ذياب الغامدي حفظه الله في أحد رسائله؛(بتصريف مني بُغية الاختصار):

” الصدق والأمانة ونحوها…، لم تكن عند رجال الغرب صفاتِ صدقٍ في نفسها، ولا صفاتِ محمدةٍ في طبعها؛ بل هي أخلاق اعتباريةٌ نفعيةٌ لها أحوالها وظروفها لا يحكمها دِينٌ ولا مبدأ، اللَّهُم إنها وسيلةٌ لغايةِ … منْ وسائلِ تحصيلِ الدرهم والدينار الَّذِي يعبدونها من دون الله تعالى… وبمعنى آخر : أنَّ الرجل الغربي بجملة هذه الصفاتِ التي يتحلَّى بها أشبه ما يكون بآلةٍ صماءَ يُسَتعانُ بها في الحصولِ على جَمْعِ الأموالِ، وتحقيقِ الشهواتِ، شأنها شأنُ أدواتِ وآلاتِ البناء المعماري، مثل المطرقة والفأس والمحراث وغيرها من آلات البناء… فليس من الحفاظ عليها عندهم إلَّا جنيًا للأموالِ، وتحقيقًا لرغباتهم الشهوانية التي يقتاتون بها في حياتهم الدنيا التي يعيشون ويموتون من أجلها.”

هاني

أضف تعليق