في ما يلي سردٌ تاريخي لأخبار الضرائب والوظائف والمكوس المُحصلة من الرعية، منذ زمن الخلفاء الراشدين إلى زمن شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في القرن الثامن الهجري، يسرده شيخ الإسلام رحمه الله تعالى، كما في كتاب، “جامع المسائل – المجموعة الخامسة”…
و من أهم أسباب تسلط الخوارج على الناس في هذا الزمان هو مظاهر الإرجاء المستشرية في أوصال الأمة، فإن الإرجاء يعطل الروح الدافعة للعمل، فينتج عنه حركة الخروج الارتدادية الغالية…!
لقد قرر سلفُنا الصالحُ منذ ما يزيد عن الف سنة ما سطره “غوستاف لوبون” منذ قرن من الزمان…
أغلب الناس قد أظهروا شفقة لحال الأطفال الذين قتلوا من البرد في المخيمات السورية أكثر من غيرهم من القتلى، و ذلك يرجع في تقديري أن شعور كل الناس بقسوة البرد و معاناة بعض أعراضه في بيوتهم هو السبب الذي حرك مشاعرهم، فقياس البرد الغائب القاتل على البرد الحاضر المحتمل هو الذي الذي حرك مشاعرهم فتأثروا بشدة، و كانوا بين مستنكر بالقول و متبرع بالمال…
هذا جزء من نصيحة الإمام وهب بن منبه – من كبار التابعين ، ت 114 – لرجل اسمه ذو خولان كادت أن تغويه الخوارج و لكنه ثبت على الحق بنصيحة وهب بن منبه رحمه الله…
كتبتُ هذه النصيحة المقتضبة لأحد الأخوان بخصوص المظاهرات و الثورات…
هذا مسلك تنظيري قد ينفع مع بعض الإخوان الذين يُظن فيهم الخير لعلهم يرجعون إلى السُنة …
الإصلاح يكون من قاعدة الهرم المجتمعي، بداية إصلاح المجتمع هو من صلاح أفراده…
كلما مررت بهذا البيت وقع في قلبي هؤلاء السفهاء من الثائرين و الثائرات ، و من عدل اللغة أنهم قد شاركوا الثيران في أصل اشتقاق الكلمة! بيد أن الثور له فوائد ينتفع بها، وهؤلاء الثوار قد اضطرمت البلاد بفتنتهم، و اكتوى بها العباد و الدواب!
هذا خلاصة أمر الثورات و قتال الفتنة و الخروج على الحكام و المظاهرات و الاعتصامات…، و هذا ما كنتُ أدندن حوله و لا زلت أصدع به، و أسأل الله أن يجزل المثوبة لكل من علمني الخير و دلني عليه، و أسأل الله أن يعصمني و إياكم من مُضلات الفتن و سوء المنقلب…
هاني حلمي 