(1) إن شعوبنا العربية المسلمة تُفكك ويعاد تركيب ثقافتها وعادتها وشكلها وسلوكها على أسس ليبرالية رأسمالية. الأسس الليبرالية لفتح العقول والقلوب على التحرر من سلطان الدين والتمرد على كل ما من شأنه أن يحول بين الإنسان وسعادته “المتوهمة” التي هي إشباع وشهواته وملذاته من أي طريق كان. ومن ورائها الرأسمالية التي تفتح الأسواق لتعمل الليبرالية…

“كل من سلك طريق برامج الفضائيات ليعلمك دينك فهو مُتهم في دينه صاحب غرض حتي يثبت خلافه”…

عامةُ إعلامنا و كُتابنا يشبهون الرجل الثاني، و قليلٌ من أهل العلم مثل الرجل الأول…

ترى الواحد منهم يسمع ما لا يفهم ، و يفهم ما يهوى ، و يهوى ما ينشر ، و ينشر ما لا يعلم صدقه من كذبه ، و يتهم هذا بالقتل و هذا بالخيانة ، في دائرة مظلمة من الكذب الهادي إلى النار.

لكل علم مفردات هي مصطلحاته و ألفاظه التي تحمل معانيه ، و هذه المفردات هي كلماتٌ عربية و لكنها تدل على معنى اصطلاحي مخصوص في العلم، بينه و بين المعنى اللغوي قدرٌ مشترك…

ليست المصيبة في سقوط طائرة و موت جماعة من الناس، فكل حي مصيره إلى الموت و إن طالت سلامته، و البحرالمتوسط يبتلع كل حين أضعاف عدد ضحايا الطائرة من المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق…

مستلٌ من جمهرة مقالات شيخ العربية، الشيخ محمود محمد شاكر، رحمه الله تعالى:

أين أنت على هذا المعيار! و إلى أيهما المسار!
عبداً للأفكار أم عبداً للواحد القهار!
و ثمرة العقل حسنُ الاختيار…

و قد نجح هذا الأعلام الخبيث في شغل الناس بأمور خلافية جدلية، و إغراقهم في حيرة و سفسطة، و زعزع ثوابت الدين في القلوب، و أفسد ما بقي من الفطر السليمة…

و الذي تعرضه تلك الصناعة على الناس هو زهرة الحياة الدنيا: نساء مزوقة ملفقه مبهرجة، و بيوت فارهة، و حياة باذخة بالشهوات و الملذات الحسية…