لما كان عمرو ابني صغيراً في بداية تعلمه المشي، كنتُ ألهو معه بأن أمشي على أربع و أصنع كما يصنع الأسد، فكان يجري من أمامي (مبتعداً عني) مازجاً الخوف بالضحك…
أما ليلى بُنيتي الصغيرة، فلما لعبت معها بنفس الطريقة لاحظت أنها تجري (مقتربة إلي) مرتمية في صدري!
كررت الأمر مراراً فكانت تفعل نفس الشيء!
و سلوكها هذا من الفطرة النقية، التي فطر الله إناث بني آدم عليها، فالأنثى عند الخوف تلجأ إلي أحضان وليها، سواء كان أبيها أو زوجها، فالأمان في ظل الرجل، هكذا خلقها الله من ضلع آدم، خلقاً ضعيفاً، والعرب تسمي المرأَة القارورة وتكني عنها بها ، والقارورة: واحدة القَوارير من الزُّجاج، وقيل: لا يكون إِلا من الزجاج خاصة، فتأملوا مناسبة اللفظ لكل معاني الضعف!
و هذا ليس عيباً فيها، بل هو من تقدير الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، و الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً.
و هي بضعفها تحت جناح زوجها خاصة، يظهر ما فيها من الكمال و الملائمة، لتكون المحبوبة و قرة العين، و هذا من أسرار سحرها و جمالها، و هو ما يدعو الرجل لرحمتها و الرفق بها و السعي عليها،…
و هذه القوارير الرقيقة، قد تجتالها الشياطين فتحولهن من (قوارير ضعيفة ملئت حياءً و ضعفاً) إلى (جِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ) ملئت فجوراً و قسوة!
و ذلك عندما تسخط أقدار الله، و تتمرد على فطرتها و أصل خلقتها، فتنسلخ من دينها، ثم من أنوثتها، كما تنسلخ الحية من جلدها، ثم تسعى للفرار من كل ولاية عليها، فتتمرد على زوجها و أبيها، و تخرج من طور الإنثى الى طور شيطان رجيم في مسلاخ إنثى، فاسدة مفسدة لكل معاني السكينة و الجمال في هذه الحياة.
و لا يرى ما تحت اللحم إلا الرجل البصير، أما خفافيش الذكور فلا يرون إلا اللحم و الزينة!
إذا صلحت المرأة و حسُن إسلامُها، و لم تفسد فطرتها، كانت خير نعيم الدنيا لزوجها و أهلها، تطيبُ برؤيتها الحياة، و يحلو بقربها كل مرير.
و إذا فسدت و ملّكت زمام أمرها لهوى النفس و الشيطان، فهي العذاب المُهلك، و السُمُ الناقع، وقود الشهوات و الفتن، قبلة كل غاوٍ ، و صنمُ كل عابد لشهواته.
سبحان من سواها و ألهمها فجورها و تقواها.
هاني حلمي
جزاكم الله خيرا
لا فض الله فاك
إعجابLiked by 1 person