من فتاوى الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى:
“… ونحن لا نبرئ ولاة الأمور من الخطأ، ولاة الأمور من العلماء والأمراء عندهم خطأ كثير، لكن جاء في الأثر: (كما تكونوا يولِّ عليكم).
انظروا إلى أحوال الناس، فمن حكمة الله أن الولي والمولى عليه يكونون متساويين كما قال -تعالى-: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ [الأنعام:129] كذلك يولي الله على الصالحين الصلحاء.
وإذا نظرنا إلى أحوال الرعية وجدنا أنفسنا نحن الرعية عندنا تفريط في الواجبات وإخلال وتهاون، وتهافت على المحرمات، نجد الغش في المعاملات، والكذب والتزوير وشهادة الزور وأشياء كثيرة، فلو أن الإنسان تعمق وسلط الأضواء على حال المجتمع الإسلامي اليوم لعرف القصور والتقصير.
فالمجتمع الإسلامي مجتمع صدق ووفاء وأمانة، وكل هذه مفقودة الآن إلا ممن شاء الله. فإذا أضعنا نحن الأمانة فيما نحن أمناء فيه -وليس عندنا ولاية كبيرة- فكيف من له ولاية أمرنا! قد يكون أشد منا إضاعة للأمانة!
لكن استقيموا يول الله عليكم من يستقيم.
ثم إن الأولى أيضاً، بل إن لم أقل الواجب أن ندعو لولاة الأمور سراً وعلناً، أن ندعو لهم بالتوفيق والصلاح والإصلاح؛ لأنهم ولاة أمورنا، أعطيناهم البيعة، فلابد أن نسأل الله لهم الصلاح حتى يصلح الله بهم.
ويُذكر أن الإمام أحمد رحمه الله قال:
(لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان) لأنه إذا صلح السلطان صلحت الأمة، وهذا صحيح.
فالواجب علينا -يا إخواني- ألا نيأس، وأن ندعو لولاة أمورنا أن يصلح الله لهم الأمور، وأن يعينهم على ما حملهم، وأن يبعد عنهم كل بطانة سوء؛ لأن ولي الأمر ليس وحده فله أعوان، وله وزراء، وله جلساء، تدعو الله أن يوفقه بجليس صالح وعون صالح، ووزير صالح، فهو من توفيق الله له وللرعية، وإن كان الأمر بخلاف ذلك فهو من شؤمه وشؤم الرعية. ولهذا يجب أن ندعو الله لولاتنا أن يوفقهم للصلاح والإصلاح، وأن ييسر لهم البطانة الصالحة، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق…”
قلتُ:
لا أعلم أحداً ممن يُعتد به من علماء أهل السنة و الجماعة إلا و هو على ذلك المنهج ، ظاهراً و باطناً.
الإصلاح يكون من قاعدة الهرم المجتمعي، بداية إصلاح المجتمع هو من صلاح أفراده، و الدعوة إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة ، و ترغيب الناس في الله بعلم و حلم، و الأعراض عن الجاهلين، و نبذ الحزبية و العصبية و أمور الجاهلية ، و الانتساب للإسلام العظيم وطريقة السلف الصالح في العلم و العمل …
أهل السنة و الجماعة على ذلك ، هذه طريقتهم و هذا منهجهم.
هاني حلمي