مر بمكتبي أحد زملاء العمل الهندوس، و قال لي أنه قرأ في جريدة محلية هندية، تصدر في الأقليم الذي يعيش فيه، مقالة لأحد الكُتاب المسلمين ينصر فيها القول بأن النبي محمد صلى الله عليه و سلم لم يأكل لحم البقر قط! و أنه شرب اللبن فقط لقوته العلاجية!
و أنتم تعلمون أن الهندوس يعبدون البقر، فالأمر يمس ذبح و أكل إلاهه المزعوم.
قلت له: إن صح هذا عن ذلك المسلم فأنه يتملقك و يكذب عليك، و لذلك نُشر مقاله في جريدتك بلغتك، ألا ترى أنه إن قال خلاف ذلك ما أعارته جريدتك اهتماماً!
قال لى: و لكنه قال في المقال أن القرأن لم ينص على ذبح و أكل جنس البقر صراحة!
قلت له: أنزل الله القرأن تبياناً لكل شيء، ثم قلت له تعال نفتح كتاب الله ننظر فيه، و لم يحضر في ذهني أية معينه، إلا الأيات العامة الدلالة…ثم وقع في روعي قوله تعالى:
{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ} [هود : 69]
فأخبرته بالأية، و أريته ترجمة الجزء الخاص بالاستدلال:
“and hurriedly brought to them a roasted calf”
ثم قلت له: و قال الله لنبينا محمد:
{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل : 123]
ثم وضعته في قلب قضية العبادة و التوحيد، فقلت له برفق:
نحن لا نذبح البقر نكاية في دينك! ولكن الله خلق تلك المخلوقات لنأكلها و ننتفع بها، رحمة بنا، ولولا أنه أحلها لنا لم نأكلها، مثل الخنزير، فنحن نعبد الله و نأتمر بأمره و ننتهي عند نهيه، و لم أزد على ذلك.
هاني حلمي