خطرت لي فكرةُ كتاب، و هي: جمع مسائل الخلاف اللفظي في أبواب العلم ، مثل: اللغة ، العقيدة ، أصول الفقه، … شريطة أن يحقق المؤلف أن الخلاف خلافٌ لفظيٌ صوريٌ و ليس خلافاً حقيقاً معنوياً ، و هنا أرض التحقيق أو زلة الأقدام.
و هذا النوع من التصنيف هو من أعلى المراتب و لا يصلح معه القص و اللصق ، حيث يقف المصنف حكماً منصفاً متأملاً عند رأس كل مسألة ، راجياً من الله السلامة في القصد و السداد في الحكم…
بعد كتابة الكلمات السابقة و قبل نشرها، أخذت في البحث، لعل الأمر قد فُرغ منه، فوجدت كتاباً في أصول الفقه للشيخ الدكتور عبد الكريم بن علي بن محمد النملة، رحمه الله، اسمه ” الخلاف اللفظي عند الأصوليين”، نشرة دار الرشد – الرياض، الطبعة الثانية 1420 هـ، و هذه نسخة مصورة ضوئياً من الكتاب:
نظرت في خاتمة الكتاب فوجدت أن الشيخ رحمه الله قد حكم على :
94 مسألة أن الخلاف فيها لفظي.
24 مسألة أن الخلاف فيها معنوي.
444 مسائل الخلاف فيها معنوي من وجه و لفظي من وجه.
و مثل هذا التحقيق يُذهب بأثر الخلاف و يجلي صفاء الإتفاق ، و نسبُ المسائل تشهد لذلك.
ومع أنني لم أدقق في تفاصيل المسائل بعد، إلا أنني أشعر أن غالب الخلاف المعنوي سيكون له أصولاً كلامية فلسفية ، فأن عامة الخلاف في أصول الفقه من الكلام و أهله، بيد أن أهل السنة متفقون في جملة الأصول و لله الحمد.
و هذه خاتمة الكتاب:
تعقيب: خلاصة كتاب “الآراء الشاذة في أصول الفقه” | هاني حلمي