معرض الكتاب…!

ذهبتُ لأحد معارض الكتاب المُقامة في مدينة غير مدينتي، و قطعت بالسيارة الأميال ذوات العدد ، أُذكّرُ نفسي عند كل ميل بما قد أجد من كتبٍ نافعة كما كان عهدي به في عامه الماضي… حيث أذكر أنني زرته مرتين في يومين.

فما أن وضعت رجلي في المعرض حتى استقبلتني شخصية المعرض لهذا العام: ” ابن عربي” !

قلتُ في نفسي، أضاق تاريخ علماء المسلمين عن الأعلام حتى يُكرم أبن عربي! أم أن هذا من المزاج الإلحادي السائد!

ثم و كأن شخصية العام قد حلت روحها الخبيثة في معروض الكتب! فكلما أوجه لا تقع عيني إلا على المتردية و النطيحة مما يدعوها الناس كتباً!

قديماً سمعت الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان ، في احد دروسه في الكويت ، قال سمعت الشيخ بكر عبد الله أبو زيد يقول ” صارت المطابع تدفع إلي الناس رُزماً من الورق!”

قلتُ: و يا ليته كان ورقاً نظيفاً يُنتفع به، بل سودته قاذورات البدع والفلسفة و الزندقة من كل جنس!

ترى سراب كتبنا السلفية من بعيد، فتقترب من الأرفف ثم تندهش من العناويين!… كتباً عجيبة في التصوف و التمخرق، و مكتبات كاملة شكل كتبها ككتبنا، ولا تجد فيها كتاباً يرد النظر!

فرفعت عيني من على الكتب و بدأت أنظر حولي… ، لأول مرة أقترب من تلك الندوات التي تقام في المعارض، و أختلست السمع،… ألفاظهم كلها لحنُ و عُجمة ، و معانيهم تُضحك الثكلى، و أعجب منهم كيف يجلس الناس إليهم يستمعون! و تصورهم الكاميرات!

و رأيت مكتبات تُسوقُ كتبها كما تسوقُ محلات دبنهامز “المكياج” … متبرجات منثورة وسط البضاعة، حتى لا تكاد تُميز أيهما البضاعة!

و طابور من الشباب الصغير، يقف ينتظر توقيعاً من كاتب على كتابه…، و يكفيك ابتسامته السخيفة و سمته المُلفق حتى تعلم من أي مزابل الفكر سلخ كتابه!

بل بعض الكاتبات البارزات لتوقيع طليعة كتبها، يكاد طول أظافرها الملونة أن تجرح الورق قبل أن يمسه القلم، يا القذارة!

لأول مرة أرجع من معرضٍ للكتاب بلا كتاب واحد!

هاني حلمي

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s